1ـ جهاد النفس

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
ما المراد من بُرهان ربّه؟ 2ـ ثواب الإخلاص

نحن نعرف أنّ أعظم الجهاد فی الإسلام هو جهاد النفس، الذی عُبّر عنه فی حدیث عن النّبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) بـ «الجهاد الأکبر» أی هو جهاد أعظم من جهاد العدوّ الذی عبّر عنه بالجهاد الأصغر... وإذا لم یتوفّر فی الإنسان الجهاد الأکبر بالمعنى الواقعی ـ أساساً ـ فلن ینتصر فی جهاده على أعدائه.

وفی القرآن المجید ترتسم صور شتّى فی میادین الجهاد، وتتجلّى فیها علاقة الأنبیاء وأولیاء الله الصالحین. وقصّة یوسف وما کان من عشق امرأة العزیز الملتهب واحدة من هذه الصور، وبالرغم من أنّ القرآن لم یوضّح جمیع ما فی القصّة من خفایا وزوایا، إلاّ أنّه أجملها بصورة موجزة فی جملة قصیرة هی (وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربّه) وبیّن شدّة هذا الطوفان.

لقد خرج یوسف من هذا الصراع منتصراً بوجه مشرق لثلاثة أسباب:

الأوّل: إنّه التجأ إلى الله وإستعاذ به، وقال: (معاذ الله).

الثّانی: التفاته إلى الإحسان الذی أسداه إلیه عزیز مصر، وما تناوله فی بیته فأثّر فیه، فلم ینس فضله طیلة حیاته، ومع ملاحظة نعم الله التی لا تُحصى وإنقاذه له من غیابة الجبّ الموحشة إلى محیط الأمان والهدوء جعلته یفکّر فی ماضیه ومستقبله، ولا یستسلم للتیارات العابرة.

الثّالث: بناءُ شخصیّته وعبودیّته المقرونة بالإخلاص التی عبّر عنها القرآن (إنّه من عبادنا المخلصین) یستفاد منها أنّها منحته القوّة والقدرة لیخرج من میادین الوسوسة التی تهجم علیه من الداخل والخارج بإنتصار.

وهذا درس کبیر لجمیع الناس الأحرار الذین یریدون أن ینتصروا على عدوّهم الخطر فی میادین جهاد النفس.

یقول الإمام علی بن أبی طالب «أمیر المؤمنین (علیه السلام)» فی دعاء الصباح، باُسلوب جمیل رائق: «وإن خذلنی نصرک عند محاربة النفس والشیطان، فقد وکلنی خذلانک إلى حیث النصب والحرمان». (1)

ونقرأ فی بعض الأحادیث أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) بعث سریة فلمّا رجعوا قال: «مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر، وبقی علیهم الجهاد الأکبر» فقیل: یارسول الله، وما الجهاد الأکبر؟ قال: «جهاد النفس» (2) .

ویقول الإمام علی (علیه السلام) أیضاً «المجاهد من جاهد نفسه» (3) .

کما ینقل عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «من ملک نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى وإذا غضب وإذا رضی حرّم الله جسده على النار» (4) .


1. بحارالانوار، ج 84، ص 339.
2. وسائل الشیعة، ج 11، ص 122; اصول الکافی، ج 5، ص 12، ح 3.
3. المصدر السابق، ص124.
4. وسائل الشیعة، ج 11، ص 123.
ما المراد من بُرهان ربّه؟ 2ـ ثواب الإخلاص
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma