ممّا یستجلب النظر فی الآیات المتقدمة أنّ اسم عزیز مصر لم یذکر فیها، إنّما ورد التعبیر عنه ب(الذی اشتراه).
لکن من هو هذا العزیز؟! لم تذکره الآیة، کما سنرى فی الآیات المقبلة أنّ عنوانه لم یصرّح به إلاّ بالتدریج، فمثلا نقرأ فی الآیة 25 هذا النصّ (وألفیا سیدّها لدى الباب).
وحین نتجاوز هذه الآیات ونصل إلى الآیة 30 نواجه التعبیر عن زوجته بـ «امرأة العزیز».
وهذا البیان التدریجی إمّا لأنّ القرآن یتحدث ـ حسب طریقته ـ بالمقدار اللازم، وهذا دلیل من أدلة الفصاحة والبلاغة، أو لأنّه ـ کما هو ملاحظ هذا الیوم فی «نصوص الآداب» أیضاً ـ حین یبدأ بالقصّة، یبدأ بها من نقطة غامضة لیتحرک الإحساس فی الباحث، ولیلفت نظره نحو القصّة.