1ـ حول «الترک الأولى»

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
الکذب المفضوح: 2ـ دعاء یوسف البلیغ الجذّاب

ینقل أبو حمزة الثمالی عن الإمام السجاد (علیه السلام) فیقول: کنت یوم الجمعة فی المدینة وصلیت الغداة مع الإمام السجاد (علیه السلام) فلمّا فرغ من صلاته وتسبیحه نهض إلى منزله وأنا معه، فدعا مولاة له تُسمى سکینة فقال لها: «لا یعبر على بابی سائل إلاّ أطعمتموه فإنّ الیوم یوم الجمعة».

یقول أبو حمزة: فقلت له: لیس کل من یطلب العَونَ مستحقاً له، فقال: یا أبا ثابت، أخاف أن یکون بعض من یسألنا محقّاً فلا نُطعمه ونردّه فینزل بنا ـ أهل البیت ـ ما نزل بیعقوب وآله. أطعِمُوهم إن یعقوب کان یذبح کل یوم کبشاً فیتصدق منه ویأکل هو وعیاله منه، وإن سائلا مؤمناً صوّاماً محقّاً له عندالله منزلة، وکان مجتازاً غریباً اعترَّ على باب یعقوب عشیة جمعة عند أوان إفطاره یهتف على بابه: أطعموا السائل المجتاز الغریب الجائع من فضل طعامکم، یهتف بذلک على بابه مراراً وهم یسمعونه، قد جهلوا حقّه ولم یصدقوا قوله: فلما أیس أن یطعموه وغشیه اللیل استرجع واستعبر وشکا جوعه إلى الله وبات وطاویاً، وأصبح صائماً جائعاً صابراً حامداً لله، وبات یعقوب وآل یعقوب شباعاً بطاناً وأصبحوا وعندهم من فضل طعامهم.

قال: فأوحى الله عزّو جلّ إلى یعقوب فی صبیحة تلک اللیلة: لقد أذللت ـ یا یعقوب ـ عبدی ذلة استجررت بها غضبی، واستوجبت بها أدبی، ونزول عقوبتی وبلوای علیک وعلى ولدک یا یعقوب، إنّ أحبّ أنبیائی إلیَّ وأکرمهم علىّ من رحم مساکین عبادی وقرَّبهم الیه وأطعمهم، وکان لهم مأوى وملجأ، یا یعقوب، ما رحمت «ذمیال» عبدی المجتهد فی عبادته، القانع بالیسیر من ظاهر الدنیا عشاء أمس لمّا عبر ببابک عند أوان افطاره ویهتف بکم: أطعموا السائل الغریب المجتاز القانع، فلم تطعموه شیئاً، فاسترجع واستعبر وشکا ما به إلیّ وبات جائعاً وطاویاً حامداً، أصبح لی صائماً، وأنت ـ یا یعقوب ـ ووُلدک شباع، وأصبحت وعندکم فضل من طعامکم.

أو علمت ـ یا یعقوب ـ أنّ العقوبة والبلوى إلى أولیائی أسرع منها، إلى أعدائی الخ... (1) .

ومن الطریف أنّ أبا حمزة یقول: سألت الإمام زین العابدین (علیه السلام) متى رأى یوسف رؤیاه؟ فقال الإمام: فی تلک اللیلة» (2) .

یستفاد من هذا الحدیث أنّ زلّة بسیطة أو بعبارة أدق: «ترک الأَولى» وهو لا یعدّ خطیئة أو إثماً، لأنّ یعقوب لم یتّضح له حال السائل... هذا الترک من قبل الأنبیاء والأولیاء یکون سبباً لأن یبتلیهم الله بلاءً شدیداً... وما ذلک إلاّ لمقامهم الکبیر الذی یوجب علیهم أن یراقبوا کل حرکاتهم وسکناتهم، لأنّ «حَسنات الأبرار سیّئات المقربین». (3)

فاذا کان یعقوب (علیه السلام) قد ابتلی بهذا البلاء والهمّ لأنّه لم یطلع على حال قلب السائل وآلامه، فکیف الحال فی المجتمعات التی تغرق فیها طائفة بالنعیم والرفاه وطائفة من الناس جیاع، کیف لا یشملهم غضب الله! وکیف یسلَمون من عذاب الله!


1. تفسیر البرهان، ج 2، ص 243; ونور الثقلین، ج 2، ص 411; بحارالانوار، ج 12، ص 271 و272، ح 48.
2. المصدر السّابق.
3. بحارالانوار، ج 25، ص 205.
الکذب المفضوح: 2ـ دعاء یوسف البلیغ الجذّاب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma