2ـ حاجة الإنسان الفطریة والطبیعیة إلى التنزّه والإرتیاح

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
1ـ مؤامرات الأعداء فی ثیاب الأصدقاء 3ـ الولد فی ظلّ الوالد

من الطریف أن یعقوب (علیه السلام) لم یردّ على کلام إخوة یوسف واستدلالهم على أنّه بحاجة إلى التنزه والإرتیاح، بل وافق على ذلک عملیّاً، وهذا دلیل کاف على أن أیّ عقل سلیم لا یستطیع أن یُنکر هذه الحاجة الفطریة والطبیعیّة... فالإنسان لیس آلة تستعمل فی أی وقت کان وکیف کان، بل له روح ونفس ینالهما التعَبُ والنَصُب کما ینالان الجسم. فکما أن الجسم یحتاج إلى الراحة والنوم، کذلک الرّوح والنَّفس بحاجة إلى التنزّه والإرتیاح السلیم.

التجربة ـ أیضاً ـ تدل على أن الإنسان کلّما واصل عمله بشکل رتیب، فانّ مردود هذا العمل سیقلّ تدریجیاً نتیجة ضعف النشاط، وعلى العکس من ذلک فإنّ الإستراحة لعدة ساعات تبعث فی الجسم نشاطاً جدیداً بحیث تزداد کمیة العمل وکیفیته معاً، ولذلک فإنّ الساعات التی تصرف فی الراحة والتنزه تکون عوناً على العمل أیضاً.

وفی الرّوایات الإسلامیة نجد هذه الواقعیة بأسلوب طریف جاء بمثابة «القانون» حیث یقول الإمام علی (علیه السلام): «للمؤمن ثلاث ساعات: فساعة یناجی فیها ربّه، وساعة یرمّ معاشه، وساعة یخلی بین نفسه وبین لذّتها فیما یحلّ ویجمل» (1) .

وممّا یستجلب النظر أنّ فی بعض الرّوایات الإسلامیة أضیفت هذه الجملة إلى النص المتقدم «وذلک عون على سائر الساعات».

وعلى حدّ تعبیر البعض فإنّ التنزّه والإرتیاح بمثابة تدهین وتنظیف أجهزة السیّارة، فلو توقفت هذه السیارة ساعة عن العمل لمراقبة أجهزتها وتنظیفها، فإنها ستغدو أکثر قوّةً ونشاطاً یعوّض عن زمن توقفها أضعاف المرات، کما أنّه سیزید من عمر السیارة أیضاً.

لکن المهم أن یکون هذا التنزّه صحیحاً، وإلاّ فإنّه لا یحل المشکلة، بل سیزیدها، فإنّ کثیراً من حالات التنزّه هذه تدمر الإنسان وتسلب منه نشاطه وقدرته على العمل لفترة ما، أو على الأقل تخفف من نشاط عمله.

وهناک نقطة تدعو للإلتفات أیضاً، وهی أنّ الإسلام اهتم بمسألة الترویض والإستراحة النفسیّة بحیث أجاز المسابقات فی هذا المضمار... ویحدثنا التاریخ أنّ قسماً من هذه المسابقات جرت بمرأى من رسول الله (صلى الله علیه وآله)، وأحیاناً کانت تناط إلیه مهمة التحکیم والقضاء فی هذه المسابقة، وربّما أعطى ناقته ـ الخاصّة ـ لبعض الصحابة للتسابق علیها.

ففی روایة عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «إنّ النّبی أجرى الإبل مقبلة من تبوک فسبقت العصباء وعلیها أسامة، فجعل الناس یقولون: سبق رسول الله ورسول الله یقول: سبق أسامة (2) » (إشارة إلى أنّ المهم فی السبق هو الراکب لا المرکب، حتى وإن کان المرکب السابق عند من لا یجیدون السبق).

النقطة الاُخرى هی أنّه کما أن إخوة یوسف استغلّوا علاقة الإنسان ـ ولا سیما الشاب ـ بالتنزّه واللعب من أجل الوصول إلى هدفهم الغادر... ففی حیاتنا المعاصرة ـ أیضاً ـ نجد أعداء الحق والعدالة یستغلّون مسألة الریاضة واللعب فی سبیل تلویث أفکار الشباب، فینبغی أن نحذر المستکبرین «الذئاب» الذین یخططون لاضلال الشباب وحرفهم عن رسالتهم تحت اسم الریاضة والمسابقات المحلّیة والعالمیة.

ولا ننسى ما کان یجری فی عصر الطاغوت (الشاه)، فإنّهم وبهدف تنفیذ بعض المؤاموات ونهب ثروات البلاد وتحویلها إلى الأجانب لقاء ثمن بخس، کانوا یرتّبون سلسلة من المسابقات الریاضیة الطویلة العریضة لإلهاء الناس لئلاّ یطلعوا على المسائل السیاسیّة.


1. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 390.
2. سفینة البحار، ج 1، ص 596; وسائل الشیعة، ج 19، ص 255، ح 24538.
1ـ مؤامرات الأعداء فی ثیاب الأصدقاء 3ـ الولد فی ظلّ الوالد
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma