أربع معطیات لقصص الماضین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة هود / الآیة 120 ـ 123 1ـ علم ا لغیب خاص بالله

بانتهاء هذه الآیات تنتهی سورة هود، وفی هذه الآیات استنتاج کلی لمجموع بحوث هذه السورة، وبما أنّ القسم الأهمّ من هذه السورة یتناول القصص التی تحمل العبر من سیرة الأنبیاء والاُمم السابقة، فإنّ هذه القصص تعطی نتائج قیّمة ملخّصة فی أربعة مواضیع.

تقول هذه الآیات أوّلا: (وکلاًّ نقصُّ علیک من أنباء الرّسل ما نثبّت به فؤادک). وکلمة «کُلاًَّ» إشارة إلى تنوع هذه القصص، وکل نوع منها یشیر إلى اتّخاذ جبهة «قبال الأنبیاء» ونوع من الانحرافات ونوع من العقاب، وهذا التنوّع یلقی أشعة نیرة على أبعاد حیاة الناس.

«تثبیت قلب النّبی» (صلى الله علیه وآله) وتقویة إرادته ـ التی یشار إلیها فی هذه الآیة ـ أمر طبیعی، لأنّ معارضة الأعداء اللجوجین الشدیدة والقاسیة ـ رضینا أم أبینا ـ تؤثر على قلب النّبی (صلى الله علیه وآله)لأنّه إنسان وبشر أیضاً، ولکن من أجل ان لا ینفذ الیأس إلى قلب النّبی المطهّر وتضعف إرادته الفولاذیة من هذه المعارضة والمخالفات والمثبطات، فإنّ الله یقص علیه قصص الأنبیاء وما واجهوه، ومقاومتهم قبال أممهم المعاندین، وانتصارهم الواحد تلو الآخر لیقوی قلب النّبی والمؤمنین الذین یلتّفون حوله یوماً بعد یوم. (1)

ثمّ تشیر الآیة إلى النتیجة الکبرى الثّانیة فتقول الآیات: (وجآءک فی هذه الحق).

أمّا ثالث الآثار ورابعها اللذان یستلفتان النظر هما (وموعظة وذکرى للمؤمنین) .

الطریف هنا أنّ صاحب المنار یقول فی تفسیر الآیة معقباً: إنّ الإیجاز والاختصار فی هذه الآیة المعجزة فی غایة الدقّة، حتى کأنّ جمیع المعاجز السالفة قد جُمعت فی الآیة نفسها وبیّنت فوائدها جمیعاً بعدّة جمل قصیرة.

وعلى أیة حال، فإنّ هذه الآیة تؤکّد مرّة اُخرى أنّه لا ینبغی أن نعدّ قصص القرآن ملهاة أو یستفاد منها لإشغال السامعین، بل هی مجموعة من أحسن الدروس الحیاتیة فی جمیع المجالات، وطریق رحب لجمیع الناس فی الحاضر والمستقبل.

ثمّ تخاطب الآیات النّبی (صلى الله علیه وآله) وهو یواجه أعداءه الذین یؤذونه ویظهرون اللجاجة والعناد إن واصل الطریق (وقل للّذین لا یؤمنون اعملوا على مکانتکم إنّا عاملون * وانتظروا إنّا منتظرون).

فستعلمون من الذی سینتصر، انتظروا هزیمتنا کما تزعمون انتظاراً غیر مُجد، ونحن ننتظر العذاب من الله علیکم، وهو ما ستذقونه من قِبَلنا أو من قِبَل الله مباشرةً.

وهذه التهدیدات التی تذکر بصیغة الأمر تلاحظ فی أماکن اُخرى من القرآن کقوله تعالى: (اعملوا ما شئتم إنّه بما تعملون بصیر) (2) .

ونقرأ فی شأن الشیطان أیضاً (واستفزز من استطعت منهم بصوتک وأَجلب علیهم بخیلک ورجلک) (3) .

وبدیهی أنّه لا یراد بأیّة صیغة من صیغ الأمر هنا طلب الفعل، بل جمیعها جاءت للتهدید والتندید.

وآخر الآیات من هذه السورة تتحدث عن التوحید «التوحید المعرفی والتوحید الأفعالی، وتوحید العبادة» کما تحدثت الآیات الاُولى من هذه السورة عن التوحید أیضاً.

هذه الآیة ـ فی الحقیقة ـ تشیر إلى ثلاث شعب من التوحید، توحید علم الله أوّلا، فغیب السّماوات والأرض خاص بالله وهو المطّلع علیها جمیعاً (ولله غیب السّماوات والأرض).

أمّا سواه فعلمه محدود، وفی الوقت ذاته فإنّ هذا العلم ناشیء من التعلیم الإلهی، فعلى هذا فإنّ العلم غیر المحدود، والعلم الذاتی بالنسبة لجمیع ما فی السموات والأرض مخصوص بذات الله المقدسة.

ومن جهة ثانیة فإنّ أزمّة جمیع الأفعال مرهونة بقدرته (وإلیه یرجع الأمر کلّه)وهذه مرحلة توحید الأفعال.

ثمّ تستنتج الآیة أنّه إذا علمت أنّ الإحاطة والعلم غیر المحدود والقدرة التی لا تنتهی... جمیعها مخصوص بذات الله المقدّسة (فاعبده وتوکّل علیه) وهذه مرحلة توحید العبادة.

فینبغی اجتناب العصیان والعناد والطغیان (وما ربّک بغافل عمّا تعملون).


1. ممّا ذکر فی المتن یتّضح أنّ مرجع الضمیر فی «هذه» یعود على «أنباء الرسل» وعودة الضمیر على هذه الکلمة لقربها وتناسبها مع البحوث الواردة فی هذه الآیة واضح جدّاً، لکنّ الاحتمالات الاُخرى بأنّ المشار إلیه هو «الدنیا» أو «خصوص الآیات السابقة» فبعید، کما یبدو، وما قاله کثیر من المفسّرین من أنّ المشار إلیه هو «السورة» فقابل للمطابقة مع ما ذکرنا، لأنّ القسم الأهمّ من السورة یتناول قصص الأنبیاء السابقین.
2. فصّلت، 40.
3. الإسراء، 64.
سورة هود / الآیة 120 ـ 123 1ـ علم ا لغیب خاص بالله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma