عامل الإنحراف والفساد فی المجتمعات:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة هود / الآیة 116 ـ 117 من هم (اُولوا بقیّة)؟

من أجل إکمال البحوث السابقة ذکر فی هاتین الآیتین أصل أساسی اجتماعی یضمن نجاة المجتمعات من الفساد، وهو أنّه مادام هناک فی کل مجتمع طائفة من العلماء المسؤولین والملتزمین الذین یحاربون کل اشکال الفساد والانحراف، ویأخذون على عاتقهم قیادة المجتمع فکریاً وثقافیاً ودینیاً، فإنّ هذا المجتمع سیکون مصوناً من الزیغ والانحراف.

لکن متى ما سکت عن الحق أهله وحماته، وبقی المجتمع دون مدافع أمام عوامل الفساد، فإنّ انتشار الفساد ومن ورائه الهلاک أمر حتمی.

الآیة الاُولى أشارت إلى القرون والأمم المتقدمة الذین ابتلوا بأشد أنواع البلاء قائلة: (فلولا کان من القرون من قبلکم أولوا بقیّة ینهون عن الفساد فی الأرض) ثمّ تستثنی جماعة فتقول: (إلاّ قلیلا ممّن أنجینا منهم).

هذه الجماعة القلیلة وإن کانت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنکر، ولکنّها کحال لوط (علیه السلام)واُسرته الصغیرة، ونوح والمعدودین ممن آمن به، وصالح وجماعة من أتباعه، فإنّهم کانوا قلّة لم توفق للإصلاح العام والکلی فی المجتمع.

وعلى کل حال فإنّ الظالمین الذین کانوا یشکلون القسم الأکبر من المجتمع اتبعوا لذاتهم وتنعمهم، وکما تقول الآیة: (واتبع الّذین ظلموا ما أترفوا فیه وکانوا مجرمین).

وللتأکید على هذه الحقیقة، تأتی الآیة الثّانیة لتقول: إنّ هذا الذی ترون من إهلاک الله للاُمم، إنّما کان لعدم وجود المصلحین فیهم (وما کان ربُّک لیهلک القرى بظُلم وأهلها مصلحون).

واحیاناً یسود الظلم والفساد فی المجتمع، لکن المهم أنّ الناس یشعرون بالظلم والفساد وهم فی طریق الإصلاح، وبهذا الشعور والإحساس والتحرک بخطوات فی طریق الإصلاح یمهلهم الله، ویقرّ لهم قانون الخلق حق الحیاة.

ولکن هذا الإحساس متى ما انعدم وأصبح المجتمع صامتاً، وأخذ الفساد والظلم فی الانتشار بکل مکان فإنّ قانون الخلق والوجود لا یعطیهم الحق فی الحیاة، وهذه الحقیقة تتضح بمثال یسیر... فی البدن قوّة ومناعة کریّات الدم البیضاء التی تواجه المکروبات والجراثیم عند دخولها البدن عن طریق الهواء أو الغذاء أو الماء أو الجروح الجلدیة الخ...

وهذه الکُریّات البیضاء بمثابة الجنود المقاتلة إذ تقف بوجه المکروبات والجراثیم فتبیدها، أو على الأقل تحدّ من انتشارها ونموّها.

وبدیهی أن هذه القوّة الدفاعیة التی تتشکل من ملایین الجنود، لو أضربت یوماً عن العمل وبقی البدن دون مدافع، فسیکون میداناً لهجوم الجراثیم الضارّة بحیث تسرع أنواع الأمراض إلى البدن.

وجمیع المجتمعات البشریة لها مثل هذه الحالة، فلو ارتفعت هذه القوّة المدافعة عنها وهی ما عبّر عنه القرآن بـ (أولوا بقیّة) فإن جراثیم الأمراض الاجتماعیة المتوفرة فی کل زاویة من المجتمع سرعان ما تنمو وتتکاثر ویسقط المجتمع صریع الامراض المختلفة.

إن أثر (اُولوا بقیّة) فی بقاء المجتمع حساس للغایة، حتى یمکن القول: إنّ المجتمع من دون «اُولی بقیة» یُسلب حق الحیاة، ومن هنا فقد وردت الإشارة إلیهم فی الآیة المتقدمة.

سورة هود / الآیة 116 ـ 117 من هم (اُولوا بقیّة)؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma