المسؤولیة الکبیرة!!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
الاستقامة والثّبات: سورة هود / الآیة 113

نقرأ فی حدیث معروف عن ابن عباس أنّه قال: ما نزل على رسول الله (صلى الله علیه وآله) آیة کانت أشدّ علیه ولا أشقّ من هذه الآیة. ولذلک قال لأصحابه حین قالوا له: أسرع إلیک الشیب یا رسول الله قال: (صلى الله علیه وآله) «شیبتنی هود والواقعة» (1) .

ونقرأ فی روایة اُخرى أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) قال حین نزلت هذه الآیة: «شمّروا شمّرُوا... فما رُئی ضاحکاً...» (2) .

والدلیل واضح، لانّ أربعة أوامر مهمّة موجودة فی هذه الآیة یلقی کل واحد منها عبئاً ثقیلا على الکتف.

وأهمها الأمر بالإستقامة... الإستقامة «المشتقة من مادة القیام» من جهة أنّ الإنسان یکون تسلطه وسعیه فی عمله حال القیام أکثر... الإستقامة التی معناها طلب القیام، أی أوجِدْ حالةً فی نفسک بحیث لا تجد طریقاً للضعف فیک، فما أصعَبه من أمر وما أشدّه؟!

غالباً ما یکون النجاح فی العمل أمراً هیّناً نسبیاً... لکن المحافظة على النجاح فیها کثیر من الصعوبة... وفی أی مجتمع؟! فی مجتمع متأخر متخلف... فی مجتمع بعید عن العلم والتعقل... فی مجتمع لجوج وبین أعداء کثیرین معاندین... وفی سبیل بناء مجتمع سالم وحضارة انسانیة زاهرة فالإستقامة فی هذا الطریق لیس أمراً هیّناً.

والأمر الآخر: أن تحملَ هذه الإستقامةُ هدفاً إلـهیاً فحسب، وأن تکون الوساوس الشیطانیة بعیدة عنها تماماً، أی أن تکتسب هذه الاستقامة أکبر القدرات السیاسیة والاجتماعیّة من أجل الله.

والأمر الثّالث: مسألة قیادة اُولئک الذین رجعوا إلى طریق الحق وتعویدهم على الإستقامة أیضاً.

والأمر الرّابع: المواجهة والمبارزة فی مسیر الحق والعدالة والقیادة الصحیحة وصدّ کل أنواع التجاوز والطغیان، فکثیراً ما یبدی بعض الناس منتهى الاستقامة فی سبیل الوصول للهدف، لکن لا یستطیعون أن یراعوا مسألة العدالة، وغالباً ما یبتلون بالطغیان والتجاوز عن الحدّ.

أجل... مجموع هذه الاُمور وتوالیها على النّبی حمّلته مسؤولیة کبرى، حتى أنّه (صلى الله علیه وآله) ما رُئی ضاحکاً... وشیّبته هذه الآیة من الهمّ.

وعلى کل حال فإنّ هذا الأمر لم یکن للماضی فحسب، بل هو للماضی والحاضر والمستقبل، وهو للأمس والیوم والغد القریب والغد البعید أیضاً.

والیوم مسؤولیتنا المهمّة ـ نحن المسلمین أیضاً، وبالخصوص قادة الإسلام ـ تتلخّص فی هذه الکلمات الأربعة. وهی: الاستقامة، والإخلاص، وقیادة المؤمنین، وعدم الطغیان والتجاوز. ودون ربط هذه الاُمور بعضها إلى بعض فإنّ النصر على الأعداء الذین أحاطونا من کل جانب من الداخل والخارج، واستفادوا من جمیع الأسالیب الثقافیة والسیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والعسکریّة... هذا النصر لایکون سوى أوهام فی مخیلة المسلمین.


1. تفسیر مجمع البیان، ج 5، ص 199.
2. تفسیر الدرّالمنثور، ج 3، ص 351.
الاستقامة والثّبات: سورة هود / الآیة 113
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma