تقول الآیات المتقدمة فی شأن أهل النّار: (لهم فیها زفیر وشهیق) وقد احتمل أهل اللغة والمفسّرون فی معنى هاتین الکلمتین «الزفیر والشهیق» احتمالات متعددة:
1ـ فقال البعض: المراد بـ «الزفیر» هو الصراخ المصطحبِ بإخراج النَفس إلى الخارج، وأمّا «الشهیق» فهو الأنین المقترن بِسحبِ الهواء إلى داخل الرئة.
2ـ وقال آخرون: إنّ الزفیر هو بدایة صوت الحمار والشهیق نهایته، ولعل هذا التّفسیر لا یختلف عن التّفسیر الأوّل کثیراً.
وعلى کل حال فإنّ هذین الصوتین یحکیان عن صراخ وعویل أهل النّار الذین یضجون ـ من الحُزن والغمّ والحسرة ـ ضجیجاً یملأ جمیع وجودهم ویدلّ على منتهى أذاهم وشدّة عذابهم.
وینبغی الإلتفات إلى أنّ «الزفیر والشهیق» کلاهما مصدر، و«الزفیر» فی الأصل حمل العبء الثقیل على الکتف، ولأنّ هذا العمل یؤدّی إلى التأوه والضجیج فقد سمىّ زفیراً، وأمّا «الشهیق» فمعناه فی الأصل الإطالة والإرتفاع، ومن هنا فقد سمی الجبل المرتفع بالجبل الشاهق أیضاً، ثمّ أطلقوا هذا اللفظ «الشهیق» على الأنین.