بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
نهایة ثمود «قوم صالح»: سورة هود / الآیة 69 ـ 73

نجد فی هذه الآیات أنّ رحمة الله بالنسبة للمؤمنین واسعة وشاملة ، بحیث تنقلهم جمیعاً إلى مکان آمن ، ولا تحرق الأخضر والیابس بالعذاب .

ومن الممکن أن تحدث حوادث مؤلمة کالسیول والأوبئة والزلازل التی قد تأتی على الصغیر والکبیر ، ولیست هذه الحوادث ترجمة لعذاب الله ، وإلاّ فإنّه محال على الله فی منطق عدله أن یعذب حتى واحداً بریئاً بجرم ملایین المذنبین .

طبعاً یمکن أن یوجد أناس ساکتون بین جماعة مذنبین فیؤخذوا بوزرهم ، لأنّهم لا یردعونهم عن الظلم والفساد ، فمصیرهم ـ إذاً ـ سیکون کمصیر المجرمین. ولکنّهم إذا عملوا بواجبهم فمحال أن تنزل علیهم حادثة أو یحیق بهم العذاب «فصّلنا هذا الموضوع فی الأبحاث المرتبطة بمعرفة الله ونزول البلاء والحوادث فی کتب معرفة الله» (1) .

ویظهرُ جیداً من الآیات المتقدمة أنّ عقاب المعاندین والطغاة لا یختصّ بالجانب المادی فحسب ، بل یشمل الجانب المعنوی ، لأنّ نتیجة أعمالهم ومصیرهم المخزی وحیاتهم الملوّثة تسجل فصولها فی التاریخ بما یکون عاراً علیهم ، فی حین یکتب التاریخ حیاة المؤمنین بسطور من ذهب وصحائف من نور .

«الصیحة» فی اللغة معناها الصوت العظیم الذی یصدر من فم الإنسان أو الحیوان عادةولکن لا تختصّ بهذا المعنى ، بل تشمل کل صوت عظیم... نقرأ فی القرآن الکریم أن عدّة أقوام آثمین أخذتهم الصیحة من السماء عقاباً لهم على ذنوبهم ، «ثمود» الذین نتحدث عنهم «وقوم لوط» کما نقرأ فی سورة الحجر الآیة 73 «قوم شعیب» کما ذُکروا فی سورة هود الآیة 94.

ویستفاد من بعض الآیات الاُخرى من القرآن أنّ قوم صالح «ثموداً» عوقبوا بالصاعقة (فإن أعرضوا فقل أنذرتکم صاعقةً مثل صاعقة عاد وثمود) (2) ومن هنا یتبیّن أنّ المراد من الصیحة هو صوت الصاعقة الموحش!

سؤال: هل یستطیع صوت الصاعقة الموحش أن یبید قوماً أو جماعة بأسرهم؟!

والجواب: نعم، حتماً!... لأنّنا نعرف أن الأمواج الصوتیة إذا تجاوزت حدّاً معیناً تستطیع أن تکسّر الزجاج، وقد تتهدم على أثرها عمارات ، وقد تشل أعضاء البدن الداخلیة.

الطائرات حین تخترق الجدار الصوتی وتکون سرعتها أکثر من سرعة أمواج الصوت یسقط بعض الأفراد فاقدو الوعی ، أو تُسقط الحامل جنینها بسبب ذلک وقد یتکسر جمیع الزّجاج فی عمارات المنطقة التی تمرّ علیها هذه الطائرات .

وطبیعی أنّه إذا کانت شدّة الأمواج الصوتیة أکثر ممّا ذکرنا ، فمن السهولة أن تحدث اختلالاً قاتلاً فی شبکات الاعصاب والدماغ وحرکات القلب وتسبب موت الإنسان!:

ومن الثابت ـ طبقاً لما فی آیات القرآن ـ أنّ نهایة هذا العالم تکون بصیحة عامّة أیض(ما ینظرون إلاّ صیحة واحدة تأخذهم وهم یخصّمون) (3) ، کما أنّ یوم القیامة یبدأ بصیحة موقظة أیضاً (إن کانت إلاّ صیحة واحدة فإذا هم جمیع لدینا محضرون). (4)

«الجاثم» من مادة «جثم» ومعناه المصدری الجلوس على الرکب ، کما یأتی بمعنى السقوط للوجه (ولزیادة التوضیح فی هذا المجال یراجع التّفسیر الأمثل ذیل الآیة 79 من سورة الأعراف) .

ویستفاد طبعاً من التعبیر بـ «جاثمین» أنّ الصیحة من السماء کانت السبب فی موتهم ، إلاّ أنّ أجسادهم کانت ملقاةً على الأرض ، لکن یستفاد من بعض الرّوایات أنّ الصاعقة احرقتهم بنارها ، ولا منافاة بین الأمرین ، لأنّ أثر الصوت الموحش للصاعقة یتّضح فوراً ، وأمّا آثار حرقها ـ وخاصّة لمن هم داخل  البیوت ـ فیظهر بعدئذ .

لفظ «لم یغنوا» مشتق من مادة «غنی» ومعناه الإقامة فی المکان ، ولا یبعد أن یکون مأخوذاً من المفهوم الأصلی وهو «الغنى» ومعناه عدم الحاجة ، لأنّ الغنی هو غیر المحتاج، له بیت مهیّأ ومعدّ ولیس مجبوراً أن ینتقل کل زمان من منزل إلى آخر ـ والتعبیر بجملة (کأن لم یغنوا فیه) وارد فی ثمود ، کما هو وارد فی قوم شعیب ، ومفهوم هذا التعبیر أنّ طومار حیاتهم قد طُوی بحیث یظنّ الإنسان أنّهم لم یکونوا من سکنة هذه الأرض.


1. وردت توضیحات مفیدة لفهم هذا المقصود فی تفسیرنا هذا، ذیل الآیة 25من سورة الانفال.
2. فصلت، 13.
3. یس، 49.
4. یس، 53.
نهایة ثمود «قوم صالح»: سورة هود / الآیة 69 ـ 73
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma