العلاقة الدّینیة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
ناقة صالح: سورة هود / الآیة 66 ـ 68

الطریف أنّنا نقرأ فی الرّوایات الإسلامیة أنّ الذی عقر الناقة لم یکن إلاّ واحداً، لکن القرآن ینسب هذا العمل إلى جمیع المخالفین من قوم صالح «ثمود» ویقول بصیغة الجمع: (فعقروه) وذلک لأنّ الإسلام یعدّ الرضا الباطنی فی أمر ما والإرتباط معه إرتباطاً عاطفیاً بمنزلة الاشتراک فیه، وفی الواقع فإنّ التآمر على هذا العمل لم یکن له جانب فردی، وحتى ذلک الذی أقدم على عمله لم یکن معتمداً على قوته الشخصیّة فجمیعهم کانوا مرتاحین لعمله وکانوا یسندونه، ومن المسلّم أنّه لا یمکن أن یعدّ هذا العمل عملاً فردیاً. بل یعد عملاً جماعیاً. یقول الإمام علی (علیه السلام): «وإنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمّهم الله بالعذاب لمّا عمّوه بالرضا» (1) .

وهناک روایات متعددة فی المضمون ذاته نقلت عن نبىّ الإسلام وأهل بیته الکرام، وهی تکشف غایة الإهتمام من قبل هؤلاء السادة العظام بالعلاقة العاطفیة والمناهج الفکریة المشترکة بجلاء، ونورد هنا على سبیل المثال ـ لا الحصر ـ عدداً منها.

قال رسول الله (صلى الله علیه وآله): «من شهد أمراً فَکرِهه کمن غاب عنه ومن غاب عن أمر فرضیه کمن شهده» (2) .

ویقول الإمام علی بن موسى الرض (علیه السلام): «لو أنّ رجلاً قُتل فی المشرق فرضی بقتله رجل فی المغرب لکان الراضی عند الله عزَّوجلَّ شریک القاتل» (3) .

ونقل عن الإمام علی (علیه السلام) أیضاً أنّه قال: «الراضی بفعل قوم کالداخل معهم فیه وعلى کل داخل فی باطل إثمان إثم العمل به وإثم الرضا به» (4) .

ومن أجل أن نعرف عمق العلاقة الفکریة والعاطفیة فی الإسلام وسعتها بحیث لا یُعرف لها حد من جهة الزمان والمکان، فیکفی أن نذکر هذا الکلام للإمام علی (علیه السلام) من نهج البلاغة لنلفت إلیه الأنظار: «حین انتصر الإمام علی فی حرب الجمل على المتمردین ومثیری الفتنة وفرح أصحاب علی بهذا الإنتصار الذی یُعدّ إنتصاراً للإسلام على الشرک والجاهلیة، قال له أحد أصحابه: «وودت لو أنّ أخی شهدنا هنا فی المیدان لیرى انتصارک على عدوک» .

فالتفت الإمام (علیه السلام) إلیه قائلاً: «أهوى أخیک معنا» فقال : «نعم» فقال الإمام (علیه السلام) : «شَهِدنَا» ثمّ قال: «ولقد شهدنا فی عسکرنا هذا أقوام فی أصلاب الرجال وأرحام النساء سیرعف بهم الزمان ویقوى بهم الإیمان» (5) .

ولا شکّ أنّ اُولئک الذین یساهمون فی منهج ما ویشترکون فیه ویتحملون کل مشاکله وأتعابه ، لهم امتیاز خاص ، ولکن هذا لا یعنی أن الآخرین لم یشترکوا فی ذلک أبداً ، بل سواءً کانوا فی عصرهم أو العصور والقرون المقبلة ولهم ارتباط عاطفی وفکری بهم فهم مشترکون معهم بنحو من الانحاء .

هذه المسألة التی قد لا نجد لها نظیراً فی أی مذهب من مذاهب العالم، قائمة على أساس من حقیقة اجتماعیة هامة، وهی أن المنسجمون فکریاً وعقائدیاً حتى لو لم یشترکوا فی منهج معیّن ، إلاّ أنّهم سیدخلون قطعاً فی مناهج مشابهة له فی محیطهم وزمانهم، لأنّ أعمال الناس منعکسة عن أفکارهم، ولا یمکن أن یرتبط الإنسان بمذهب معین ولا یظهر أثره فی عمله.

والإسلام منذ الخطوة الاُولى یهتم بایجاد اصلاحات فی روح الإنسان ونفسه لإصلاح عمله تلقائیاً، وعلى ضوء الرّوایات المتقدمة فإنّ أی مسلم یبلغه أنّ فلاناً عمل عملاً صالحاً ـ أو سیئاً ـ ینبغی أن یتخذ الموقف الصحیح من ذلک العمل فوراً ویجعل قلبه وروحه منسجمین مع «الصالحات» وأن ینفر من «السیئات» فهذا السعی و«الجد» الداخلی لا شک سیکون له أثر فی أعماله، وسیعمّق الترابط بین الفکر والعمل.

وفی نهایة الآیة نقرأ أنّ النّبی «صالحاً» بعد أن رأى تمرّد قومه وعقرهم الناقة أنذرهم (فقال تمتّعوا فی دارکم ثلاثة أیّام ذلک وعد غیر مکذوب) فهو وعد الله الذی لا یتغیر وما أنا من الکاذبین.


1. نهج البلاغة ، الخطبة 201.
2. وسائل الشیعة، ج11، ص 409 .
3. وسائل الشیعة، ج11، ص 410.
4. المصدر السابق، ص411 .
5. نهج البلاغة، الخطبة 12.
ناقة صالح: سورة هود / الآیة 66 ـ 68
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma