قصّة ثمود:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة هود / الآیة 61 مفهوم الإستعمار فی القرآن وفی عصرنا الحاضر:

انتهت قصّة «عاد قوم هود» بجمیع دروسها بشکل مضغوط ، وجاء الدور الآن لثمود «قوم صالح» وهم الذین عاشوا فی وادی القرى بین المدینة والشام ، حسب ما تنقله التواریخ عنهم .

ونرى هنا أیضاً أنّ القرآن حین یتحدث عن نبیّهم «صالح» یذکره على أنّه أخوهم ، وأی تعبیر أروع وأجمل منه حیث بیّنا قسماً من محتواه فی الآیات المتقدمة ، أخ محترق القلب ودود مشفق لیس له هدف إلاّ الخیر لجماعته (وإلى ثمود أخاهم صالح).

ونجد أیضاً أنّ منهج الأنبیاء جمیعاً یبدأ بمنهج التوحید ونفی أی نوع من أنواع الشرک وعبادة الأوثان التی هی أساس جمیع المتاعب (قال یا قوم اعبدوا الله ما لکم من إله غیره).

ولکی یحرک إحساسهم بمعرفة الحق أشار إلى عدد من نعم الله المهمّة التی استوعبت جمیع وجودهم فقال : (هو انشأکم من الأرض).

فأین هذه الأرض والتراب الذی لا قیمة له ، وأین هذا الوجود العالی والخلقة البدیعة ؟ ترى هل یجیز العقل أن یترک الإنسان خالقه العظیم الذی لدیه هذه القدرة العظیمة وهو واهب هذه النعم ، ثمّ یمضی إلى عبادة الأوثان التی تثیر السخریة .

ثمّ یُذکّر هؤلاء المعاندین بعد أن أشار إلى نعمة الخلقة بنعم اُخرى موجودة فی الأرض حیث قال : (واستعمرکم فیه).

وأصل «الاستعمار» و«الإعمار» فی اللغة یعنی تفویض عمارة الأرض لأی کان، وطبیعی أنّ لازم ذلک أن یجعل الوسائل والأسباب فی اختیار من یفوّض إلیه ذلک تحت تصرفه!

هذا ما قاله أرباب اللغة ، کالراغب فی المفردات ، وکثیر من المفسّرین فی تفسیر الآیة المتقدمة .

ویَرِدُ احتمال آخر ، وهو أنّ الله منحکم عمراً طویلاً فی هذه الأرض ، وبدیهی أنّ المعنى الأوّل وبملاحظة مصادر اللغة هو الأقرب والأصح کما یبدو .

وعلى کل حال فهذا الموضوع یصدق بمعنییه فی ثمود ، حیث کانت لدیهم أراض خصبة وخضراء ومزارع کثیرة الخیرات والبرکات ، وکانوا یبذلون فی الزراعة ابتکارات وقدرات واسعة ، وإلى ذلک کله کانت أعمارهم مدیدة وأجسامهم قویّة وکانوا متطورین فی بناء المساکن والبیوت ، کما یقول القرآن الکریم : (وکانوا ینحتون من الجبال بیوتاً آمنین) (1) .

الطریف هنا أنّ القرآن لم یقل : إنّ الله عمر الأرض وجعلها تحت تصرفکم، وإنّما قال : وفوّض إلیکم إعمار الأرض (واستعمرکم فیه) وهی إشارة إلى أنّ الوسائل معدّة فیها لکل شیء وعلیکم إعمارها بالعمل والسعی المتواصل والسیطرة على مصادر الخیرات فیها . وبدون ذلک لا حظّ لکم فی الحیاة الکریمة.

کما یستفاد ضمناً أنّه ینبغی من أجل الإعمار أن یعطی المجال لاُمّة معینة فی العمل، وتجعل الأسباب والوسائل اللازمة تحت تصرفها وفی اختیارها .

فإذا کان الأمر کذلک (فاستغفروه ثمّ توبوا إلیه إن ربّی قریب مجیب) لدعواتکم.


1. الحجر، 82.
سورة هود / الآیة 61 مفهوم الإستعمار فی القرآن وفی عصرنا الحاضر:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma