1ـ قوم عاد من منظار التاریخ

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
اللعن الأبدی على القوم الظّالمین: 2ـ اللعن الدائم الأبدی على «عاد»

بالرغم من أنّ بعض المؤرّخین الغربیین کــ «أسبرینکل» أرادوا أن ینکروا قصّة «عاد» من الناحیة التاریخیة ، وربّما کان ذلک بسبب عدم توفر ذکر لهم فی غیر الآثار الإسلامیة، ولم یجدوها فی کتب العهد القدیم «التوراة» ولکن هناک وثائق ـ تشیر إلى قصّة عاد ـ مشهورة إجمالا بین العرب فی زمن الجاهلیة ، وقد ذکرهم شعراء العرب قبل الإسلام ، وحتى فی العصر الجاهلی کانوا یطلقون لفظ «العادیّ» على البناء العالی والقوی نسبة إلى عاد .

ویعتقد بعض المؤرّخین أنّ لفظ «عاد» یُطلق على قبیلتین:

احداهما: قبیلة کانت تقطن الحجاز قبل التاریخ ثمّ زالت وزالت آثارها أیضاً ، ولم ینقل التاریخ البشری عنها إلاّ أساطیر لا یُطمأنّ إلى صحتها، والتعبیر الوارد فی القرآن «عاداً الاُولى» إشارة إلى هذه القبیلة .

والثانیهما: ولکن فی زمن التاریخ ـ ومن المحتمل أن یکون فی حدود 700 سنة قبل میلاد المسیح ـ وُجد قوم آخرون باسم «عاد» قطنوا الأحقاف أو الیمن أیضاً، وکان اُولئک طوالا جساماً أقویاء مقتدرین، ولذلک کانوا یعدون من مثیری الحروب .

کما أنّهم کانوا من الناحیة الحضاریة متمدنین ، إذ کانت لهم مدن عامرة وأراضی خصبة خضراء وغابات نضرة ، کما وصفوا فی القرآن (... التی لم یخلق مثلها فی البلاد). (1)

ولذلک یقول بعض المؤرّخین «المستشرقین»: إنّ «عاداً» کانت تقطن فی حدود «برهوت» إحدى نواحی حضر موت الیمن، وعلى أثر البراکین وجبال النّار التی حولها دمرت الکثیر من قراهم ومدنهم وتفرقت بقایاهم.

على کل حال فإنّ هؤلاء القوم کانوا یعیشون فی نعم وترف ، ولکن کما هی طریقة أغلب المتنعمین الغافلین والسکارى من أثر النعمة استغلّوا قدرتهم لظلم الآخرین واستثمارهم واستعمارهم... واتبعوا أمر کل جبار عنید ، وأقروا عبادة الأوثان.

وحین دعاهم نبیّهم هود (علیه السلام) بکلّ ما أوتی من جهد وجدّ لیضیء أفکارهم بنصحه ومواعظه ، ویتمّ الحجّة علیهم، لم یکتفوا باهمال هذه الدعوة فحسب، بل نهضوا لإسکات هذا الصوت النیّر لهذا النّبی العظیم فمرّة نسبوه إلى السفاهة والجنون، ومرّة هددوه بغضب آلهتهم ، ولکنّه وقف صامداً أمامهم کالجبل لا یخشى غضب هؤلاء القوم المغرورین الأقویاء، حتى استطاع أن یکتسب منهم جماعة تقدّر بأربعة آلاف وطهّر قلوبهم ودعاهم إلى منهاجه وعقیدته، لکن بقی الآخرون مصرّین على عنادهم ولجاجتهم.

وأخیراً ـ کما سیأتی فی سورة الذاریات والحاقة والقمر ـ غمرهم إعصار شدید لمدّة سبعة لیال وستة أیّام جسوماً فأتى على قصورهم فدمّرها وعلى أجسادهم فجعلها کأوراق الخریف وفرقها تفریقاً، ولکنّ هود (علیه السلام) کان قد أبعد المؤمنین عن هؤلاء ونجّاهم من العذاب، وأصبحت حیاة اُولئک القوم ومصیرهم درساً کبیراً وعبرة لکل الجبابرة والأنانیین (2) .


1. الفجر، 8 .
2. راجع تفسیر المیزان; وتفسیر مجمع البیان، ذیل الآیات مورد البحث; وکتاب أعلام القرآن.
اللعن الأبدی على القوم الظّالمین: 2ـ اللعن الدائم الأبدی على «عاد»
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma