3ـ الذنب وهلاک المجتمعات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
2ـ قادة الحق لا یطلبون أجراً من أتباعهم 4ـ ما المراد من قوله تعالى: (ویزدکم قوةً إلى قوتکم).

کما نرى أیضاً ـ فی الآیات المتقدمة ـ أنّ القرآن یقیم رابطة بین المسائل المعنویة والمادیّة، فیعدّ الاستغفار من الذنب والتوبة إلى الله أساس العمران والخصب والخضرة والنضرة وزیادة فی القوة والاقتدار.

هذه الحقیقة نلمسها فی کثیر من آیات القرآن الکریم، من هذه الآیات ما ورد فی سورة نوح على لسان هذا النّبی العظیم لقومه، حیث تقول الآیات (فقلت استغفروا ربّکم إنّه کان غفاراً * یرسل السّماء علیکم مدراراً * ویمددکم بأموال وبنین ویجعل لکم جنات ویجعل لکم أنهار) (1) .

الطریف هنا أنّنا نقرأ فی الرّوایات الإسلامیة أنّ الربیع بن صبیح: قال: کنت عند الحسن بن علی (علیهما السلام) فجاءه رجل وشکا له من الجدب والقحط، فقال له الحسن (علیه السلام): استغفر اللّه، فجاءه آخر فشکا له من الفقر، فقال: استغفر اللّه، فجاءه ثالث وقال له: ادع لی أن یرزقنی اللّه ولداً، فقال الحسن (علیه السلام): استغفر اللّه، یقول الربیع بن صبیح: فتعجبت وقلت له: ما من أحد یأتیک ویشکو إلیک أمره ویطلب النعمة إلاّ أمرته بالاستغفار والتوبة إلى اللّه..

فأجابه: «إنّ ما قلته لم یکن من نفسی، وإنّما استفدت ذلک من کلام اللّه الذی یحکیه عن لسان نبیّه نوح»، ثمّ تلا الآیات المتقدمة. (2)

بعض الاشخاص أعتادوا على المرور بهذه المسائل مرور الکرام بأن یقیمون إرتباطاً معنویاً وعلاقة «غیر معروفة» بین هذه الاُمور ویُریحون أنفسهم من کل تحلیل، ولکن إذا دققنا النظر أکثر نجد بین هذه الاُمور علائق متقاربة تشد المسائل المادیة بالمعنویة فی المجتمع کالخیط الذی یربط بین قطع القماش مثلا.

فأیّ مجتمع یکون ملوّثاً بالذنب والخیانة والنفاق والسرقة والظلم والکسل وأمثال ذلک، ثمّ یکون هذا المجتمع عامراً کثیر البرکات!؟

وأی مجتمع ینزع عنه روح التعاون ویلجأ إلى الحرب والنزاع وسفک الدماء، ثمّ تکون أرضه خصبة خضراء، ویکون مرفهاً فی وضعه الاقتصادی أیضاً؟!

وأی مجتمع یغرق أفراده فی دوامة الهوى والمیول النفسیّة، ثمّ فی الوقت ذاته یکون قویّاً راسخ القدم ویثبت أمام عدوّه؟!

ینبغی القول بصراحة أنّه ما من مسألة أخلاقیة إلاّ ولها أثر مفید ونافع فی حیاة الناس المادّیة، ولا یوجد اعتقاد وإیمان صحیح إلاّ وکان لهما نصیب فی بناء مجتمع عامر حرّ مستقلّ وقوی..

الأفراد الذین یفصلون المسائل الأخلاقیة والإیمان بالدین والتوحید عن المسائل المادیّة لا یعرفون المسائل المعنویة حقّاً ولا المسائل المادیّة.

وإذا کان الدین عبارة عن سلسلة من التشریعات والآداب الظاهریة والخالیة من المحتوى بین الناس، فمن البدیهی أن لا یکون له تأثیر فی النظام المادی.

ولکن حین تکون الاعتقادات المعنویة والروحانیّة نافذة فی روح الإنسان إلى درجة تظهر آثارها على یده ورجله ولسانه وأذنه وعینه وجمیع ذرات وجوده، فإنّ الآثار البنّاءة لهذه الإعتقادات فی المجتمع لا تخفى على أحد.

وقد لا نستطیع إدراک علاقة الاستغفار بنزول البرکات المادیة جیداً، ولکن دون شک فإنّ قسماً کبیراً منها یمکن أن ندرکه!

لقد شاهدنا فی مواجهات المسلمین الثائرین مع الکفّار فی هذا العصر والزمن ـ جیداً ـ أنّ الإعتقادات الإسلامیة والقوى الأخلاقیة والمعنویة استطاعت أن تنتصر على أحدث الأسلحة المعاصرة وأقوى الجیوش والقدرات الاستعماریة، وإن دلّ ذلک على شیء فإنّما یدل على أثر العقائد الدینیة الإیجابیة والمعنویة إلى أقصى حدّ فی المسائل الاجتماعیّه والسیاسیّة.


1. نوح، 10 ـ 12.
2. تفسیر مجمع البیان، ج 1، ص 361; وسائل الشیعة، ج 7، ص 177، ح 9055.
2ـ قادة الحق لا یطلبون أجراً من أتباعهم 4ـ ما المراد من قوله تعالى: (ویزدکم قوةً إلى قوتکم).
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma