مع ملاحظة ما ورد فی الآیات المتقدمة من خطاب نوح لربّه وما أجابه الله به، ینقدح هذا السؤال وهو: کیف لم یلتفت نوح إلى أنّ ابنه کنعان کان خارج دائرة الوعد الالهی؟
ویمکن الإجابة على هذا السؤال ـ کما أشرنا آنفاً ـ أنّ هذا الابن لم تکن له طریقة واحدة معروفة، فتارةً تراه مع المؤمنین واُخرى مع الکفّار، ممّا یوهم أنّه مؤمن. بالإضافة إلى الإحساس بالمسؤولیة الکبرى التی کان نوح یجدها فی نفسه بالنسبة إلى ولده، کذلک المحبّة والعلاقة الطبیعیة التی یجدها کل أب بالنسبة لابنه، والأنبیاء غیر مستثنین من هذا القانون، کل ذلک کان سبباً فی أن یطلب نوح من ربّه هذا الطلب..
ولکن بمجرّد أن اطّلع على واقع الأمر، أسِفَ على طلبه فوراً واعتذر إلى الله راجیاً عفوه ـ وإن لم یکن صدر منه ذنب ـ لأنّ موقع النّبی یقتضی منه أن یراقب کلامه وتصرفاته ، فکان الأولى علیه الترک ، ومن هنا فقد سأل الله العفو والمغفرة ..
ومن هنا یتّضح الجواب على سؤال : هل یذنب الأنبیاء حتى یطلبوا العفو والمغفرة ؟ ..