التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة هود / الآیة 15 ـ 16 بحوث

الآیات أعلاه أکملت الحجة مع «دلائل إعجاز القرآن» على المشرکین والمنکرین، ولکن جماعة منهم امتنعوا عن القبول ـ لحفظ منافعهم الشخصیّة ـ بالرّغم من وضوح الحق، فالآیات هذه تشیر إلى مصیر هؤلاء فتقول: (من کان یرید الحیاة الدّنیا وزینته) من رزق مادی وشهرة وتلذذ بالنعم (نُوَفِّ إلیهم) نتیجة (أعمالهم فیه) فی هذه الدنیا (وهم فیها لایبخسون) أی لا ینقص من حقهم شیء فی الدنیا!

«البخس» فی اللغة نقصان الحق، وجملة (وهم فیها لا یُبخسون) إشارة إلى أنّهم سینالون نتیجة أعمالهم بدون أقل نقصان من حقوقهم.

هذه الآیة سنة إلهیة دائمة، وهی أنّ الأعمال «الإیجابیة» والمؤثرة لاتضیع نتائجها، مع فارق وهو أنّه إذا کان الهدف الأصلی منها هو الوصول إلى الحیاة المادیة فی هذه الدنیا فإنّ ثمراتها فی الدنیا فحسب، وأمّا إذا کان الهدف هو «الله» وکسب رضاه فإنّ تأثیرها ونتائجها ستکون فی الدنیا وفی الآخرة أیضاً حیث تکون النتائج کثیرة الثمار.

الواقع إنّ القسم الأوّل من هذه الأعمال کالبنایة المؤقتة والقصیرة العمر، فلا یستفاد منها إلاّ قلیلا، ثمّ مصیرها إلى الزوال والفناء.

أمّا القسم الثّانی منها فإنّها تشبه البناء المرصوص المحکم الذی یدوم قروناً وینتفع به مدّة مدیدة.

وهذا من قبیل مانراه بوضوح على أرض الواقع المعاش، فالعالم الغربی فتح أسراراً کثیرة من العلم بسعیه المتواصل والمنسّق، وأصبح متسلطاً على قوى الطبیعة وحصل على مواهب کثیرة لتصدیه الدائب لمشاکل الحیاة الدنیویة بصبر واستقامة وجد، فلا کلام فی نیل العالم الغربی جزاء أعماله وتحقیقه انتصارات مشرقة، ولکن لأنّ هدفه الحیاة المادیّة فحسب، فإنّ أعماله لاتثمر غیر توفر الإمکانات المادیة، حتى الأعمال الإنسانیة کبناء المستشفیات والمراکز الصحیة والمراکز الثقافیة وإعانة بعض الاُمم الفقیرة وأمثال ذلک، «مصیدة» لاستعمارهم واستثمارهم للآخرین... فلأنّها تحمل هدفاً مادیاً فقط ومن أجل حفظ المنافع المادیة فإنّ أثرها یکون مادیّاً فحسب. کذلک الحال بالنسبة لمن یعمل ریاءً.

فلذلک یقول سبحانه عنهم فی الآیة التالیة: (اُولئک الّذین لیس لهم فی الآخرة إلاّ النّار)لیزول کل أثر اُخروی لما عملوا فی هذه الدنیا ولا ینالون علیه أی ثواب (وحبط ما صنعوا فیه) وکل ما کان لغیر الله فسیزول أثره (وباطل ما کانوا یعملون).

«الحَبْط» فی الأصل یطلق على حالة خاصّة من أکل الحیوانات للعلف بشکل غیر طبیعی، فتنتفخ بُطونها ویتعطّل الجهاز الهضمی عندها فتبدو وکأنّها قد سمنت ولکنّها فی الباطن وفی الحقیقة مریضة.

هذا التعبیر الطریف یقال للأعمال التی تبدو فی الظاهر مفیدة وإنسانیة، إلاّ أنّها فی الباطن مقرونة بنیة ذمیمة وخبیثة!

سورة هود / الآیة 15 ـ 16 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma