الحزم فی التّعامل مع المشرکین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة یونس / الآیة 104 ـ 107 سورة یونس / الآیة 108 ـ 109

هذه الآیات والآیات التی تلیها، هی آخر آیات هذه السورة، وتتحدث جمیعاً حول مسألة التوحید ومحاربة الشرک والدعوة إلى الحق، وهی فی الحقیقة فهرست أوخلاصة لبحوث التوحید وتأکید على محاربة ومجابهة عبادة الأصنام التی بیّنت مراراً فی هذه السورة.

إنّ سیاق الآیة یوحی بأنّ المشرکین کانوا یتوهمون أحیاناً أن من الممکن أن یلین النّبی ویتسامح فی عقیدته فی شأن الأصنام ویعترف ویقرّ لهم عبادة الأصنام ولو جزئیاً إلى جانب الإعتقاد بالله بنحو من الانحاء.

إلاّ أنّ القرآن ینسف هذا التوهم الواهی بصورة قاطعة وحاسمة ویقطع علیهم احلامهم هذه إلى الأبد، فلا معنى لأی نوع من المساومة واللین فی مقابل الأصنام، ولا معبود إلاّ الله، لاتزید کلمة ولا تنقص اُخرى.

ففی البدایة یأمر النّبی (صلى الله علیه وآله) أن یخاطب جمیع الناس: (قل یا أیّها الناس إن کنتم فی شک من دینی فلا أعبد الّذین تعبدون من دون الله ) ولا تکتفی الآیة بنفی آلهة اُولئک، بل تثبت کل العبادة لله سبحانه زیادة فی التأکید فتقول: (ولکن أعبد الله الّذی یتوفّاکم ). ومن أجل تأکید أکبر تضیف: أنّ هذه لیست إرادتی فقط، بل (وأمرت أن أکون من المؤمنین ).

إنّ التأکید هنا على مسألة قبض الروح فقط من بین صفات الله، إمّا لأنّ الإنسان إذا کان یشک فی کل شیء فإنّه لا یستطیع أن یشک فی الموت، أو لأنّ هذه الآیة أرادت أن تنبه هؤلاء إلى مسألة العذاب والعقوبات المهلکة التی أشیر إلیها فی الآیات السابقة، ولوحت بالتهدید بالغضب الإلهی.

وبعد أن بیّنت الآیة العقیدة الحقة فی نفی الشرک وعبادة الأوثان بکل صراحة وقوّة، تطرقت إلى بیان دلیل ذلک، دلیل من الفطرة، ودلیل من العقل:

(وأن أقم وجهک للدّین حنیفاً ) وهنا أیضاً لم یکتف بجانب الإثبات، بل نفی الطرف المقابل لتأکید الامر، فقالت الآیة: (ولا تکوننّ من المشرکین ).

«الحنیف» ـ کما قلنا سابقاً ـ تعنی: الشخص الذی یمیل ویتحول عن طریق الانحراف إلى جادة الصواب والاستقامة، وبتعبیر آخر: یغض الطرف عن المذاهب والأفکار المنحرفة، ویتوجّه إلى دین الله المستقیم، ذلک الدین الموافق للفطرة موافقة کاملة ومستقیمة، وبناء على هذا فإنّ هذا التعبیر یستبطن الإشارة إلى کون التوحید فطریاً فی الأعماق، لأنّ الانحراف شیء خلاف الفطرة، (فتدبّر).

وبعد الإشارة إلى بطلان الشریک بالدلیل الفطری، تشیر إلى دلیل عقلی واضح، فتقول: (ولا تدع من دون الله ما لا ینفعک ولا بضرّک فإن فعلت فإنّک إذاً من الظالمین ) إذ تکون قد ظلمت نفسک ومجتمعک الذی تعیش فیه.

أی عقل یسمح أن یتوجّه الإنسان لعبادة أشیاء وموجودات لاتضر ولا تنفع أبداً، ولایمکن أن یکون لها أدنى أثر فی مصیر الإنسان؟

وهنا أیضاً لم تکتف الآیة بجانب النفی، بل إنّها تؤکّد إضافةً إلى النفی على جانب الإثبات فتقول: (وإن یمسسک الله بضرّ فلا کاشف له إلاّ هو )، وکذلک (وإن یردک بخیر فلا رادّ لفضله یصیب به من یشاء من عباده ) لأنّ عفوه ورحمته وسعت کل شیء (وهو الغفور الرحیم ).

سورة یونس / الآیة 104 ـ 107 سورة یونس / الآیة 108 ـ 109
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma