المرحلة الأولى من المواجهة السلبیة مع موسى:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
جانب من جهاد موسى وهارون: سورة یونس / الآیة 79 ـ 82

وتتحدث الآیة التّالیة عن مراحل مواجهة الفراعنة لموسى وأخیه هارون، وأوّل تلک المراحل هی مرحلة الإنکار والتکذیب والإفتراء واتهامهما بسوء النیة، وابطال سنن الأجداد، والإخلال بالنظام الاجتماعی، کما یقول القرآن: (فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا إنّ هذا لسحر مبین ).

إنّ جاذبیة دعوة موسى الخارقة من جهة، ومعجزاته الباهرة من جهة اُخرى، وتزاید نفوذه بصورة محیرة من جهة ثالثة، دفعت الفراعنة إلى التفکیر فی حل لهذه المسألة، فلم یجدوا وسیلة أفضل من رمیه بالسحر، فأعلنوا أنّه ساحر وأنّ عمله سحر لیس إلاّ، وهذه التهمة سائدة فی جمیع مراحل الأنبیاء وعلى طول تاریخهم، خاصّة نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله).

إلاّ أنّ موسى (علیه السلام) نهض للدفاع عن نفسه، فأزاح الستار وأوضح کذب هؤلاء وأبطل تهمتهم، ففی البدایة: (قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءکم أسحر هذا ) (1) .

صحیح أنّ لکلّ من السحر والمعجزة نفوذاً وتأثیراً، وأن من الممکن أن یؤثر الحق والباطل على ادراکات الناس ونفسیاتهم، إلاّ أنّ السحر الذی هو أمر باطل یتمیز تماماً عن المعجزة التی هی حق، إذاً لایمکن المقارنة بین نفوذ الأنبیاء ونفوذ السحرة، فإنّ أعمال السحرة تفتقد إلى الهدفیة ومحدودة ولا قیمة لها، ومعجزات الأنبیاء لها أهداف إصلاحیة وتغییریة وتربویة واضحة، وتعرض بشکل واسع وغیر محدود.

إضافة إلى أنّه: (ولا یفلح الساحرون ) وهذا التعبیر دلیل آخر على امتیاز عمل الأنبیاء عن السحر، ففی الدلیل السابق أثبت اختلاف السحر والمعجزة ووجه وهدف الإثنین وافتراق أحدهما عن الآخر، أمّا هنا فإنّ الدلیل یستعین لإثبات المطلب باختلاف حالات السحرة وأصحاب المعاجز.

إنّ السحرة، وبحکم عملهم وفنهم الذی له صفة الانحراف والإغفال، أفراد انتهازیون یفکرون فی الربح، یستغفلون الناس ویخادعونهم، ویمکن معرفتهم من خلال أعمالهم. أمّا الأنبیاء فهم رجال یطلبون الحق، حریصون على هدایة الناس، مطهرون، لهم هدف وغایة، ولا یهتمون بالاُمور المادیة.

إنّ السحرة لایرون وجه الفلاح مطلقاً، ولا یعملون إلاّ من أجل المال والثروة والمنصب والمنافع الشخصیة، فی حین أنّ هدف الأنبیاء هدایة خلق الله وإصلاح المجتمع الإنسانی من جمیع جوانبه المادیة والمعنویة.

ثمّ یستمر فرعون وملئه فی رمی موسى (علیه السلام) بسیل الإتهامات الصریحة، حیث (قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا علیه آباءنا ). الواقع، أنّهم قدموا صنم «سنة الآباء» وعظمتهم الخیالیة والأسطوریة حتى یوجهوا الرأی العام ضد موسى وهارون، بأنّهما یریدان أن یعبثا بمقدّسات مجتمعکم وبلادکم.

ثمّ استمروا فی هذا التشویه، وقالوا بأنّ دعوتکم إلى دین الله ما هی إلاّ کذب محض، وکل هذه مصائد وخطط خیانیة بهدف التسلط على الناس: (وتکون لکما الکبریاء فی الأرض ).

فی الحقیقة، إنّ هؤلاء لما کانوا یسعون دائماً من أجل الحکم الظالم على الناس کانوا یظنون أنّ الآخرین مثلهم، وهکذا کانوا یفسرون مساعی المصلحین والأنبیاء.

(وما نحن لکما بمؤمنین ) لأنا على علم بنوایاکم وخططکم الهدامة.


1. الواقع، أنّ للجملة أعلاه محذوف مقدر یفهم من مجموع الکلام، وکانت فی الأصل هکذا: (أتقولون للحق لما جاءکم سحر، أسحر هذا).
جانب من جهاد موسى وهارون: سورة یونس / الآیة 79 ـ 82
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma