بحثان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
الرّسل بعد نوح: سورة یونس / الآیة 75 ـ 78

جملة: (فماکانوا لیؤمنوا بما کذّبوا به من قبل ) تشیر إلى أنّ فئة من بین الاُمم کانوا لا یسلمون أمام دعوة أی نبىّ ومصلح، واستمروا فی الثبات على موقفهم، ولم تکن تؤثر فیهم دعوة الأنبیاء المتکررة أدنى أثر، وبناءً على هذا فإنّ الجملة المذکورة تشیر إلى طائفة وقفت فی وجه دعوة أنبیاء متعددین فی زمانین (وهذا هو ظاهر الجملة حیث إنّ مرجع کل الضمائر واحد).

وقد احتمل أیضاً فی معنى هذه الآیة أنّها تشیر إلى جماعتین مختلفتین، إحداهما کانت فی زمن نوح وکذّبت دعوته، والاُخرى هم الذین جاؤوا بعد اُولئک وسلکوا طریقهم فی إنکار

وتکذیب الأنبیاء، وبناء على هذا، فإنّ معنى الجملة یصبح: إنّ المعتدین أقوام آخرین امتنعوا عن الإیمان بالشیء الذی امتنع الماضون عن الإیمان به.

طبعاً، بملاحظة أنّ مخالفی دعوة نوح قد هلکوا أثناء الطوفان، سیقوى هذا الاحتمال فی تفسیر هذه الآیة، إلاّ أنّ ذلک یستلزم على کل حال أن نفرق بین مرجع الضمائر فی الجملة، وهی واو الجمع فی کانوا، ولیؤمنوا، وکذبوا.

من الواضح أنّ جملة: (کذلک نطبع على قلوب المعتدین ) لاتدل على الجبر، وقد أخفی تفسیر ذلک فیها، لأنّها تقول: إنّنا نطبع على قلوب المعتدین حتى لا یدرکوا شیئاً، وبناءً على هذا فإنّ الإعتداءات المتکررة المتلاحقة على حدود الأحکام الإلهیّة والحق والحقیقة کانت تصدر من هؤلاء، وکانت تترک أثرها على قلوبهم تدریجیاً حتى سلبت منهم قدرة تشخیص وتعیین الحق، ووصل الأمر بهم إلى أن یصبح التمرد والعصیان والمعصیة طبیعة ثانیة لدیهم، بحیث لا یذعنون ولا یسلّمون أمام أیة حقیقة (1) .


1. ذکرنا تفصیل هذا المطلب ذیل الآیة 7 من سورة البقرة.
الرّسل بعد نوح: سورة یونس / الآیة 75 ـ 78
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma