التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة یونس / الآیة 68 ـ 70 بحوث

تستمر هذه الآیات ـ أیضاً ـ فی بحثها مع المشرکین ، وتذکر واحدة من أکاذیب واتهامات هؤلاء لساحة الله المقدسة، فتقول أوّلا: (قالوا اتّخذ الله ولداً ).

إنّ هذا الکلام قاله المسیحیون فی حق المسیح (علیه السلام)، ثمّ عبدة الأوثان فی عصر الجاهلیة فی حق الملائکة، حیث کانوا یظنون أنّها بنات الله، وقاله الیهود فی شأن عزیر. ویجیبهم القرآن بطریقین:

الأوّل: إنّ الله سبحانه منزّه عن کل عیب ونقص، وهو مستغن عن کل شیء: (سبحانه هو الغنىّ ) وهذا إشارة إلى أنّ الحاجة إلى الولد، إمّا للحاجة الجسمیة إلى قوته ومساعدته، أو للحاجة الروحیة والعاطفیة، ولما کان الله سبحانه منزّه عن کل عیب ونقص وحاجة، فلایمکن أن یتخذ لنفسه ولداً.

(له ما فی السماوات وما فی الأرض ) ومع هذا الحال فأی معنى لأن یتخذ لنفسه ولداً لیطمئنه ویهدئه، أو یعینه ویساعده.

ممّا یلفت النظر أنّ الآیة عبّرت هنا بـ (اتخذ) وهذا یوحی أنّ هؤلاء کانوا یعتقدون أنّ الله تعالى لم یلد ذلک الولد، بل یقولون: إنّ الله قد اختار بعض الموجودات کولد له، تماماً مثل اُولئک الذین لا یولد لهم ولد، ویتبنون طفلا من دور الحضانة وأمثالها.

على کل حال، فإنّ هؤلاء الجاهلین وقصیری النظر وقعوا فی اشتباه المقارنة بین الخالق والمخلوق، وکانوا یقیسون ذات الله الصمدیة على وجودهم المحدود المحتاج.

والجواب الثّانی الذی یذکره القرآن لهؤلاء هو: إنّ من یدعی شیئاً یجب علیه أن یقیم دلیلا على مدعاه: (إن عندکم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون ) أی إنّکم على فرض عدم قبولکم للدلیل الأوّل الواضح، فإنّکم لا تستطیعون أن تنکروا هذه الحقیقة، وهی أنّ ادّعاءَکم وقولکم تهمة وقول بغیر علم.

وتعید الآیة التّالیة عاقبة الإفتراء على الله المشؤومة. فتوجه الخطاب إلى النّبی (صلى الله علیه وآله)وتقول: (قل إنّ الذین یفترون على الله الکذب لا یفلحون ).

وعلى فرض أنّ هؤلاء یستطیعون بافتراءاتهم وأکاذیبهم أن ینالوا المال والمقام لعدّة أیّام، فإنّ ذلک (متاع فی الدنیا ثمّ إلینا مرجعهم ثمّ نذیقهم العذاب الشدید بما کانوا یکفرون ).

الواقع أنّ هذه الآیة والتی قبلها ذکرتا نوعین من العقاب لهؤلاء الکذابین الذین نسبوا إلى الله تهمة اتّخاذ الولد:

الأوّل: إنّ هذا الکذب والإفتراء لایمکن أن یکون أساساً لفلاح ونجاح هؤلاء أبداً، ولا یوصلهم إلى هدفهم مطلقاً، بل إنّهم یصبحون حیارى تائهین تحیط التعاسة والشقاء والهزیمة بأطرافهم.

الثّانی: على فرض أنّهم استطاعوا أن یستغفلوا الناس ویخدعوهم بهذه الکلمات لعدة أیّام، ویصلوا عن طریق الدیانة الوثنیة إلى رفاه وعیش رغید، إلاّ أنّ هذا التمتع لا دوام ولا بقاء له، والعذاب الإلهی الخالد فی انتظارهم.

سورة یونس / الآیة 68 ـ 70 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma