1ـ ما هو المراد من البشارة فی الآیة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
بحثان 2ـ الرّویات الواردة عن أهل البیت (علیهم السلام)

هناک بحث وجدال بین المفسّرین فی المراد من البشارة التی أعطاها الله فی الآیات أعلاه لأولیائه فی الدنیا والآخرة، فالبعض اعتبرها مختصة بالبشارة التی تقدمها الملائکة للمؤمنین عند الاحتضار والموت، (وأبشروا بالجنّة التی کنتم توعدون ) (1) .

والبعض الآخر یعتبرها إشارة إلى وعود الله بالنصر والتغلب على الأعداء، والحکم فی الأرض ماداموا مؤمنین وصالحین.

وقد فسّرت هذه البشارة فی بعض الرّوایات بأنّها المنامات الجیدة التی یراها المؤمنون.

إلاّ أنّه، وکما قلنا، فإنّ إطلاق هذه الکلمة، وألف لام الجنس فی البشرى قد أخفیا فیها مفهوماً واسعاً بحیث إنّها تشمل کل نوع من البشارة وفرحة الإنتصار والموفقیة، ویندرج فیها کل ما ذکر أعلاه، وفی الواقع فإنّ کلا منها إشارة إلى زاویة من هذه البشارة الإلهیّة الواسعة.

وربّما کان ما فسّرت به البشرى فی بعض الرّوایات بأنّها المنامات الحسنة والرؤیا الصالحة إشارة إلى أنّ کل البشارات حتى الصغیرة منها، تدخل أیضاً فی مفهوم البشرى، لا أنّها منحصرة بها.

فى الواقع، وکما قیل سابقاً أیضاً، فإنّ هذا هو الأثر التکوینی والطبیعی للإیمان والتقوى حیث تبتعد عن روح الإنسان أشکال الإضطراب والقلق المتولدة من الشک والتردد، وکذلک المتولدة من الذنب والتلوّث والفجور، فکیف یمکن أن یشعر بالراحة والاطمئنان من لا إیمان له، ومن لیس له متکأ معنوی یعتمد علیه فی أعماق روحه؟!

إنّه یبقى فی سفینة وسط بحر هائج متلاطم الأمواج تقذف به الأمواج العظیمة فی کل جانب وصوب وقد فتحت دوامات البحر أفواهها لابتلاعه !!

کیف یمکن أن یهدأ بال ویطمئن خاطر من تلطخت یداه بالظلم والجور وإراقة دماء الناس وغصب أموال وحقوق الآخرین؟ إنّه ـ وبخلاف المؤمنین ـ لایتمتع حتى بالنوم الهادىء، وغالباً ما یرى المنامات المرعبة التی یرى نفسه فیها مشتبکاً مع العدو، وهذا بنفسه دلیل على اضطراب روح هؤلاء.

من الطبیعی أنّ الشخص الجانی ـ خاصّة إذا کان مطارداً ـ یرى فی عالم الرؤیا أشباحاً مرعبة قد أحکمت الطوق لإلقاء القبض علیه، أو أنّ روح ذلک المقتول المظلوم تصرخ فی أعماق ضمیره وتعذبه، ولهذا فإنّه عندما یستیقظ یقول کیزید: مالی وللحسین؟ (2) أو یقول ما قاله الحجاج: مالی ولسعید بن جبیر؟! (3)


1. فصّلت، 30.
2. بحارالانوار، ج 45، 195 و197.
3. تفسیر ثعالبى، ج 1، ص 65.
بحثان 2ـ الرّویات الواردة عن أهل البیت (علیهم السلام)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma