لامعنى للشک فی العذاب الإلهی:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة یونس / الآیة 53 ـ 56 بحثان

کان البحث فی الآیات السابقة عن جزاء وعقاب المجرمین فی هذه الدنیا والعالم الآخر، وتکمل هذه الآیات هذا البحث أیضاً.

فالآیة الاُولى تقول: إنّ هؤلاء یسألونک بتعجب واستفهام عن حقیقة هذا الوعید بالعذاب الإلهی فی هذا العالم والعالم الآخر: (ویستنبئونک أحقّ هو ) ومن المعلوم أنّ «الحق» هنا لیس فی مقابل الباطل، بل المراد منه هو: هل أنّ لهذه العقوبة حقیقة وواقعاً وأنّها ستتحقق؟ لأنّ الحق والتحقق مشتقان من مادة واحدة، ومن البدیهی أنّ الحق فی مقابل الباطل بهذا المعنى الواسع سیشمل کل واقع موجود، وستکون النقطة المقابلة له کل معدوم وباطل.

ویأمر الله سبحانه نبیّه أن یجیبهم على هذا السؤال بما أوتی من التأکید: (قل إی وربّی إنّه لحقّ ) وإذا ظننتم أنّکم تستطیعون أن تفلتوا من قبضة العقاب الإلهی فأنتم على خطأ کبیر: (وما أنتم بمعجزین ).

الواقع إنّ هذه الجملة مع الجملة السابقة من قبیل بیان المقتضی والمانع، ففی الجملة الاُولى یقول: إنّ عذاب المجرمین امر واقعی، ویضیف فی الجملة الثّانیة أنّ أیة قدرة

لاتستطیع أن تقف أمامه، تماماً کالآیات 7 و8 من سورة الطور: (إنّ عذاب ربّک لواقع * ما له من دافع ).

إنّ التأکیدات التی تلاحظ فی الآیة تستحق الإنتباه، فمن جهة القسم، ومن جهة اُخرى إنّ ولام التأکید، ومن جهة ثالثة جملة (وما أنتم بمعجزین ) وکل هذه تؤکّد على أنّ العقاب الإلهی حتمی عند ارتکاب الکبائر.

وتؤکّد الآیة الاُخرى على عظمة هذه العقوبة، وخاصّة فی القیامة، فتقول: (ولو أنّ لکلّ نفس ظلمت مافی الأرض لافتدت به ) (1) . فی الواقع، إنّ هؤلاء مستعدون لأن یدفعوا أکبر رشوة یمکن تصورها من أجل الخلاص من قبضة العذاب الإلهی، لکن لا أحد یقبل من هؤلاء شیئاً، ولا ینقص من عذابهم مقدار رأس اُبرة، خاصّة وأنّ لبعض هذه العقوبات صبغة معنویة، وهی أنّهم: یرون العذاب والفضیحة فی مقابل أتباعهم ممّا یوجب لهم اظهار الندم مزیداً من الخزی والعذاب النفسی فلذلک یحاولون عدم ابراز الندم: (وأسرّوا الندامة لمّا رأوا العذاب ).

ثمّ تؤکّد الآیة على أنّه بالرغم من کل ذلک، فإنّ الحکم بین هؤلاء یجری بالعدل، ولا یظلم أحد منهم: (وقضی بینهم بالقسط وهم لایظلمون ). إنّ هذه الجملة تأکید على طریقة القرآن دائماً فی مسألة العقوبة والعدالة، لأنّ تأکیدات الآیة السابقة فی عقاب المذنبین یمکن أن توجد لدى الأفراد الغافلین تَوَهُّمَ أَنَّ المسألة مسألة انتقام، ولذا فإنّ القرآن یقول أوّلا إنّ الحکم بین هؤلاء یجری بالقسط، ثمّ یؤکّد على أنّ أی أحد من هؤلاء سوف لایظلم.

ثم، ومن أجل أن لا یأخذ الناس هذه الوعود والتهدیدات الإلهیّة مأخذ الهزل، ولکی لایظنوا أنّ الله عاجز عن تنفیذ هذه الوعود، تضیف الآیة: (ألا إنّ لله ما فی السماوات والأرض ألا إنّ وعد الله حقّ ولکن أکثرهم لایعلمون ) لأنّ جهلهم قد حجب بصیرتهم وجعل علیها غشاوة فلم یعوا الحقیقة.

وتؤکّد آخر آیة على هذه المسألة الحیاتیة مرّة اُخرى، حیث تقول: (هو یحیی ویمیت )وبناء على ذلک فإنّ له القدرة على إماتة العباد، کما أنّ له القدرة على إحیائهم لمحکمة الآخرة، وفی النهایة: (وإلیه ترجعون ) وستلاقون جزاء کل أعمالکم هناک.


1. فی الواقع، إن فی الجملة أعلاه جملة مقدرة، وهی: (من هول القیامة والعذاب).
سورة یونس / الآیة 53 ـ 56 بحثان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma