واحدة من علامات الحق والباطل:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة یونس / الآیة 34 ـ 36 بحوث

تعقب هذه الآیات أیضاً الإستدلالات المرتبطة بالمبدأ والمعاد، وتأمر الآیة الاُولى النّبی(صلى الله علیه وآله) أن (قل هل من شرکائکم من یبدؤا الخلق ثمّ یعیده ) ثمّ تضیف: (قل الله یبدأ الخلق ثمّ یعیده فأنّى تؤفکون ) ولماذا تصرفون وجوهکم عن الحق وتتجهون نحو الضلال؟

وهنا سؤالان:

الأوّل: إنّ مشرکی العرب غالباً لا یعتقدون بالمعاد، خاصّة بالصورة التی یذکرها القرآن، وإذا کان هذا حالهم فکیف یطلب القرآن منهم الاعتراف به؟

الثّانی: فی الآیة السابقة کان الکلام عن اعتراف المشرکین وإقرارهم، إلاّ أنّ هذه الآیة تأمر النّبی أن یقرّ هو بهذه الحقیقة، فلماذا هذا الاختلاف فی التعبیر؟

إلاّ أنّ الانتباه إلى مسألة یوضح جواب کلا السؤالین، وهی: إنّ المشرکین بالرغم من عدم اعتقادهم بالمعاد الجسمانی، إلاّ أنّ ذلک القدر الذی آمنوا به من أن بدایة الخلق کانت من الله کاف لتقبل المعاد والإعتقاد به، لأنّ کل من عمل عملا فی البدایة قادر على إعادته، وبناءً على هذا فإنّ الإعتقاد بالمبدأ إذا ما اقترن بشیء من الدقة کاف لإثبات المعاد، ومن هنا یتّضح لماذا أقر النّبی(صلى الله علیه وآله) بهذه الحقیقة بدلا من المشرکین، فإنّه بالرغم من کون الإیمان

بالمعاد من لوازم الإیمان بالمبدأ، إلاّ أنّ هؤلاء لما لم یتوجهوا إلى هذه الملازمة، اختلف طراز التعبیر وأقر النّبی مکانهم.

ثمّ تأمر الآیة الاُخرى النّبی(صلى الله علیه وآله) مرّة اُخرى: (قل هل من شرکائکم من یهدی إلى الحقّ )لأنّ المعبود یجب أن یکون هادیاً ومرشداً لعباده، خاصّة وأنّها هدایة نحو الحق، فی حین أنّ آلهة المشرکین، أعمّ من الجمادات أو الأحیاء، غیر قادرة أن تهدی أحداً إلى الحق بدون الهدایة الالهیّة، لأنّ الهدایة إلى الحق تحتاج إلى منزلة العصمة والصیانة من الخطأ والاشتباه، وهذا لایمکن من دون هدایة الله سبحانه وتسدیده، ولذلک فإنّها تضیف مباشرة: (قل الله یهدی للحقّ ) وإذا کان الحال کذلک (أفمن یهدی إلى الحقّ أحقّ أن یتّبع أمّن لا یهدّی إلاّ أن یهدى ) (1) .

وتقول الآیة فی النهایة بلهجة التوبیخ والتقریع والملامة: (فما لکم کیف تحکمون ).

وفی آخر آیة إشارة إلى المصدر الأساس والعامل الأصل لهذه الانحرافات وهو الأوهام والظنون (وما یتّبع أکثرهم إلاّ ظنّاً إن الظّن لا یغنی من الحقّ شیئاً ) وفی النهایة تخاطب الآیة ـ باُسلوب التهدید ـ مثل هؤلاء الأفراد الذین لا یتبعون أی منطق سلیم وتقول: (إنّ الله علیم بما یفعلون ).

سورة یونس / الآیة 34 ـ 36 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma