وهنا یجب الإلتفات إلى عدّة بحوث:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
التّفسیر سورة یونس / الآیة 24 ـ 25

إنّ ما قرأناه فی الآیات أعلاه غیر مختص بعبدة الأوثان، بل هو قانون کلی ینطبق على کل الأفراد الملوّثین من عبید الدنیا المشغوفین بها فعندما تحیط بهم أمواج البلایا والمحن وتقصر أیادیهم عن کل شیء، ولا یرون لهم ناصراً ولا معیناً، فإنّهم سیمدون أیدیهم بالدعاء بین یدی الله سبحانه ویعاهدونه بألف عهد ومیثاق، وینذرون ویقطعون العهود بأنّهم إن تخلصوا من هذه البلایا والأخطار سیفعلون کذا وکذا.

إلاّ أنّ هذه الیقظة والوعی التی هی انعکاس لروح التوحید الفطری، لا تستمر طویلا عند أمثال هؤلاء، فبمجرّد أن یهدأ الطوفان وتنقشع سحب البلاء، فإنّ حجب الغفلة ستغشی قلوبهم، تلک الحجب الکثیفة التی لاتنقشع عن تلک القلوب إلاّ بالطوفان.

ورغم أنّ هذه الیقظة مؤقتة، ولیس لها أثر تربوی فی الأفراد الملوّثین جدّاً، أنّها تقیم الحجّة علیهم، وستکون دلیلا على محکومیتهم.

أمّا الذین تلوثوا بالمعاصی قلیلا، فإنّهم سیتنبهون فی هذه الحوادث ویصلحون مسارهم. وأمّا عباد الله الصالحون فأمرهم واضح، فإنّ توجههم إلى الله سبحانه فی السراء بنفس قدر توجههم إلیه فی الضراء، لأنّهم یعلمون أن کل خیر وبرکة تصل إلیهم، وتبدو ظاهراً أنّها نتیجة للعوامل الطبیعیة ، فإنّها فی الواقع من الله تعالى.

وعلى کل حال، فإنّ هذا التذکیر والتذکر قد جاء کثیراً فی آیات القرآن المجید.

لقد ذکرت «الرحمة» فی الآیات أعلاه مقابل «الضراء»، ولم تذکر السراء، وهی إشارة إلى أنّ أی حسن ونعمة تصل إلى الإنسان فهی من الله سبحانه ورحمته اللامتناهیة، فی حین أنّ السوء والنقمات إذا لم تکن للعبرة، فإنّها من آثار أعمال الإنسان نفسه.

إنّ الضمائر فی بدایة الآیة الثّانیة من الآیات التی نبحثها وردت بصیغة المخاطب، إلاّ أنّها فی الأثناء بصیغة الغائب، ومن المسلم أن لذلک نکتة ما:

قال بعض المفسّرین: إنّ تغییر أسلوب الآیة من أجل أنّها تبیّن حال المشرکین ودعائهم باخلاص فی حال ابتلائهم بالطوفان والبلاء لیکونوا درساً وعبرة للآخرین، ولهذا فإنّها فرضتهم غائبین وفرضت الباقین حضوراً.

وقال البعض الآخر: إنّ النکتة هی عدم الإعتناء بهؤلاء وتحقیرهم، حیث إنّ الله سبحانه قد قبل حضور هؤلاء وخاطبهم. ثمّ أبعدهم عنه وترکهم.

ویحتمل أیضاً أن تکون الآیة بمثابة تجسیم طبیعی عن وضع الناس، فما داموا جالسین فی السفینة ولم یبتعدوا عن الساحل فإنّهم فی إطار المجتمع، وعلى هذا یمکن أن یکونوا مخاطبین، أمّا عندما تبعدهم السفینة عن الساحل، ویختفون عن الأنظار تدریجیاً، فإنّهم یعتبرون کالغائبین، وهذا فی الواقع تجسیم حی لحالتین مختلفتین عند هؤلاء.

إنّ جملة (أحیط بهم ) تعنی أنّ هؤلاء قد أحاطت بهم الأمواج المتلاطمة من کل جانب، إلاّ أنّها هنا کنایة عن الهلاک والفناء الحتمی لهؤلاء.


1. إنّ کلمة «متاع» منصوبة بفعل مقدر، وفی الأصل کانت: (تتمتعون متاع الحیاة الدنیا).
التّفسیر سورة یونس / الآیة 24 ـ 25
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma