التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة یونس / الآیة 21 ـ 23 وهنا یجب الإلتفات إلى عدّة بحوث:

یدور الکلام فی هذه الآیات ـ أیضاً ـ حول عقائد وأعمال المشرکین، ثُمَّ دعوتهم إلى التوحید ونفی کل أنواع الشرک.

فالآیة الاُولى تشیر إلى بعض سلوکیات المشرکین الحمقاء، وتقول: إنّنا عندما نبتلی الناس بالمشاکل والنکبات من أجل إیقاظهم وتنبیههم، ثمّ نرفع هذا البلاء عنهم ونذیقهم طعم الراحة والهدوء بعد تلک الضرّاء، فإنّهم بدلا من أن ینتبهوا لهذه الآیات ویرجعوا إلى الصواب، یسخرون بها، أو یفسرونها بتفسیرات غیر صحیحة، فمثلا یفسرون الإبتلاءات والمشاکل بأنّها نتیجة غضب الأصنام، والنعم والطمأنینة بأنّها دلیل على شفقتها، أو أنّهم یعدون کل هذه الاُمور صدفة محضة: (وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضرّاء مسّتهم إذا لهم مکر فی آیاتنا ).

إنّ کلمة «مکر» فی الآیة أعلاه، والتی تعنی بشکل عام إعمال الفکر، تشیر إلى

التوجیهات الخاطئة وطرق التهرّب التی یفکر بها المشرکون عند مواجهة الآیات الإلهیّة، وظهور أنواع البلایا والنعم.

إلاّ أنّ الله سبحانه حذر هؤلاء بواسطة نبیّه، وأمره أن (قل الله أسرع مکراً ). وکما أشرنا مراراً، إلى أنّ المکر فی الأصل هو کل نوع من التخطیط المقترن بالعمل المخفی، لا المعنى الذی یفهم من هذه الکلمة الیوم، وهو الإقتران بنوع من الشیطنة، وعلى هذا فإنّه یصدق على الله سبحانه کما یصدق على العباد (1) . لکن ما هو مصداق المکر الإلهی فی هذه الآیة؟

الظاهر أنّها إشارة إلى نفس تلک العقوبات الإلهیّة التی یحلّ بعضها فی نهایة الخفاء وبدون أیة مقدمة وبأسرع ما یکون، بل إنّه یعاقب ویعذب بعض المجرمین بأیدیهم أحیاناً. ومن البدیهی أن من هو أقدر من الکل وأقوى من الجمیع على دفع الموانع وتهیئة الأسباب، ستکون خططه ـ أیضاً ـ هی الأسرع. وبتعبیر آخر فإنّ الله سبحانه فی أی وقت یرید إنزال العقاب بأحد العباد أو تنبیهه، فإنّ هذا العقاب سیتحقق مباشرة، فی حین أنّ الآخرین لیسوا کذلک.

ثمّ یهدد هؤلاء بأن لا تظنوا أنّ هذه المؤامرات والخطط ستُنسى، بل إنّ رسلنا ـ أی الملائکة ـ یکتبون کل هذه المخططات التی تهدف إلى إطفاء نور الحق: (إنّ رسلنا یکتبون ما تمکرون ) ولذلک یجب أن تهیئوا أنفسکم للجواب والعقاب فی الحیاة الاُخرى.

وسنبحث کتابة الأعمال والملائکة المأمورین بها فی الآیات المناسبة.

وتغوص الآیة التالیة فی أعماق فطرة البشر، وتوضح لهؤلاء حقیقة التوحید الفطری، وکیف أنّ الإنسان عندما تلّم به المشاکل الکبیرة وفی أوقات الخطر، ینسى کل شیء إلاّ الله تبارک وتعالى ویتعلق به، لکنّه بمجرّد أن یرتفع البلاء وتزول الشدّة وتحل المشکلة، فإنّه سیسلک طریق الظلم ویبتعد عن الله سبحانه.

تقول الآیة: (هو الّذی یسیّرکم فی البرّ والبحر حتى إذا کنتم فی الفلک وجرین بهم بریح طیّبة وفرحوا بها جاءتها ریح عاصف وجاءهم الموج من کلّ مکان وظنّوا أنّهم أحیط بهم ) فی هذا الحال بالضبط تذکروا الله ودعوه بکل إخلاص وبدون أیة شائبة من الشرک، و (دعوا الله مخلصین له الدین ) فیرفعون أیدیهم فی هذا الوقت للدعاء: (لئن أنجیتنا من هذه لنکوننّ من الشاکرین ). فلا نظلم احداً ولانشرک بعبادتک غیرک.

ولکن ما أن أنجاهم الله وأوصلهم إلى شاطىء النجاة بدؤوا بالظلّم والجور: (فلمّا أنجاهم إذا هم یبغون فی الأرض بغیر الحقّ ) لکن یجب أن تعلموا ـ أیّها الناس ـ إنّ نتیجة ظلمکم ستصیبکم أنتم (یا أیّها الناس إنّما بغیکم على أنفسکم ) وآخر عمل تستطیعون عمله هو أن تتمتعوا قلیلا فی هذه الدنیا: (متاع الحیاة الدنی (1) ثمّ إلینا مرجعکم فننبّئکم بما کنتم تعملون ).


1. لمزید التوضیح راجع إلى تفسیرنا هذا، ذیل الآیة 54 من سورة آل عمران، وذیل الآیة 99 من سورة الاعراف، وذیل الآیة 30 من سورة الانفال.
سورة یونس / الآیة 21 ـ 23 وهنا یجب الإلتفات إلى عدّة بحوث:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma