وهنا بحثان ینبغی الإلتفات إلیهما:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
المعجزات المقترحة! سورة یونس / الآیة 21 ـ 23

کما أشرنا أعلاه فإنّ کلمة (آیة) أی المعجزة ـ وإن کانت مطلقة وتشمل کل أنواع المعاجز ـ إلاّ أنّ القرائن تبیّن أنّ هؤلاء لم یطلبوا المعجزة لمعرفة صدق النّبی(صلى الله علیه وآله)، بل کانوا طلاب «معاجز إقتراحیة»، أی إنّهم کانوا کل یوم یقترحون على النّبی(صلى الله علیه وآله) معجزة جدیدة ویأملون أن یطیعهم فی ذلک، فکأنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) إنسان لاعمل له سوى صنع المعجزات، وهو منتظر لکل من هبّ ودبّ لیقترح علیه شیئاً فیحقق له اقتراحه، غافلین عن أن المعجزة هی من فعل الله سبحانه أوّلا، ولا تتم إلاّ بأمره وإرادته، وهی ـ ثانیاً ـ معجزة لمعرفة أحقّیة النّبی(صلى الله علیه وآله) والإهتداء به، ووقوعها مرّة واحدة کاف لهذا الغرض، وعلاوة على ذلک فإنّ نبیّ الإسلام قد أظهر من المعجزات القدر الکافی، فطلب المزید لا یکون إلاّ بدافع الاقتراحات الأهوائیة والشهوانیة.

والشاهد على أنّ المقصود من (الآیة) هنا المعجزات الإقتراحیة، هو:

أوّلا: إنّ نهایة الآیة تهدد هؤلاء، ولو کانوا یطلبون المعجزة لاکتشاف الحقیقة، فلا وجه لهذا التهدید.

ثانیاً: رأینا قبل عدّة آیات أن هؤلاء کانوا عنودین ولجوجین إلى الحدّ الذی اقترحوا فیه على النّبی(صلى الله علیه وآله) أن یبدل کتابه السماوی، أو یغیر على الأقل الآیات التی تشیر إلى نفی عبادة الأصنام.

ثالثاً: حسب القاعدة المسلمة لدینا بأنّ «القرآن یفسر بعضه بعضاً» (1) فإنّا نستطیع أن نفهم جیداً من خلال بعض الآیات ـ کالآیات 90 و94 من سورة الإسراء ـ أنّ عبدة الأصنام اللجوجین هؤلاء، لم یکونوا طلاب معجزة لأجل الهدایة، ولهذا نراهم کانوا یقولون أحیاناً: نحن لن نؤمن لک حتى تفجر العیون من هذه الأرض الیابسة، ویقول الآخر: إنّ هذا لیس بکاف، بل یجب أن یکون لک بیت من ذهب، وثالث یقول: وهذا أیضاً لا یقنعنا حتى ترقى فی السماء أمام أعیننا، ویضیف رابع أنّ هذا الرقی فی السماء لیس کافیاً أیضاً إلاّ إذا أتیتنا بکتاب من الله لنا !! وأمثال ذلک من السفاسف والخزعبلات.

إذن، فقد اتّضح ممّا قلنا أعلاه أنّ الاستدلال بهذه الآیة على نفی أیة معجزة، أو کل المعجزات غیر القرآن الکریم زیف یجانب الحقیقة، (وستطالعون ـ إن شاء الله مزیداً من التوضیح حول هذا الموضوع فی ذیل الآیة 59 من سورة الإسراء).

یمکن أن تکون کلمة «الغیب» فی جملة: (إنّما الغیب لله ) إشارة إلى أنّ المعجزة أمر مربوط بعالم الغیب، ولیست من اختیارات الرّسول(صلى الله علیه وآله)، بل هی مختصة بالله تعالى.

أو أن تکون إشارة إلى أن مصالح الاُمور والوقت المناسب لنزول المعجزة هی جزء من أسرار الغیب ومختصات الله سبحانه، فمتى رأى أنّ الوقت مناسب لنزول المعجزه، وأنّ طالب المعجزة باحث عن الحقیقة، أنزل المعجزة، لأنّ الغیب والأسرار الخفیة من مختصات ذاته المقدسة.

إلاّ أنّ التّفسیر الأوّل یبدو أقرب للصواب.


1. بحارالانوار، ج 29، ص 352.
المعجزات المقترحة! سورة یونس / الآیة 21 ـ 23
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma