بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
التّفسیر سورة یونس / الآیة 18

إنّ المشرکین کانوا یطلبون من النّبی (صلى الله علیه وآله) إمّا أن یستبدل القرآن بکتاب آخر، أو یبدله، والفرق واضح بین الاثنین، ففی الطلب الأوّل کان هدفهم هو اقتلاع وجود هذا الکتاب تماماً لیحل محله کتاب آخر من طرف النّبی (صلى الله علیه وآله)، أمّا فی الطلب الثّانی فکانوا یریدون على الأقل أن تبدل الآیات التی تخالف أصنامهم حتى لایشعروا بأی ضیق وانزعاج من هذه الناحیة.

ونحن نرى کیف أنّ القرآن الکریم أجابهم بلهجة قاطعة بأنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) لیس له أی اختیار وتصرف فی التبدیل، ولا التغییر، ولا تسریع نزول الوحی أو تأخره.

وندرک من ذلک حماقة وغباء هؤلاء فهم یقبلون بالنّبی الذی یتبع خرافاتهم وأهواءهم، لا القدوة والمربی والقائد والدلیل! .

ممّا یستحق الإنتباه، أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) فی الإجابة عن الطلبین اکتفى بذکر عدم القدرة بتنفیذ الطلب الثّانی وقال: إنّی لا أستطیع أن أغیّره من تلقاء نفسی، وبهذا البیان یکون قد نفى الطلب الأوّل بطریق أولى، لأنّ تغییر بعض الآیات إذا کان خارجاً عن حدود صلاحیة النّبی (صلى الله علیه وآله)، فهل بامکانه تبدیل کل هذا الکتاب السماوی؟

إنّ هذا نوع من الفصاحة فی التعبیر، حیث إنّ القرآن الکریم یعید ویکرر کل المسائل فی غایة الضغط والإختصار فی العبارة، بدون جملة أو کلمة زائدة إضافیة.

یمکن أن یقال: إنّ الدلیل المذکور فی الآیات ـ أعلاه ـ على أنّ القرآن لیس من النّبی (صلى الله علیه وآله)، وأنّه حتماً من الله سبحانه، لیس مقنعاً، فما هو وجه الملازمة فی أنّ هذا الکتاب إذا کان من النّبی (صلى الله علیه وآله) فلابدّ أن یکون قد سُمعت منه نماذج ومقاطع من قبل؟

إلاّ أنّ جواب هذا السؤال واضح بأدنى دقة وتأمل، لأنّ النبوغ الفکری وقدرة الاکتشاف والابداع فی الإنسان ـ حسب ما قاله علماء النفس ـ یبدأ من سن العشرین ویصل کحد أقصى إلى سن الخامسة والثلاثین أو الأربعین، أی إنّ الإنسان إذا لم یُقدم حتى ذلک الوقت على إبداع وابتکار عمل جدید، فلایمکنه بعد هذا السن غالباً.

إنّ هذا الموضوع الذی یعتبر الیوم کشفاً نفسیاً لم یکن فی الماضی واضحاً إلى هذا الحدّ، إلاّ أنّ أغلب الناس یعلمون هذا الموضوع بهدایة الفطرة، بأن من غیر الممکن أن یکون للإنسان معتقد ویعیش بین قوم، ولا یُظهر ذلک مطلقاً. والقرآن الکریم قد استند أیضاً إلى هذا الأساس وهو: کیف یستطیع النّبی (صلى الله علیه وآله) إلى هذا العمر أن یمتلک مثل هذه الأفکار ویکتمها الى ذلک الوقت؟

کما أشرنا فی ذیل الآیة 21 من سورة الأنعام، فإنّ القرآن قد عرّف فی موارد کثیرة

جماعة من الناس بأنّهم «أظلم» وربّما یبدو لأوّل وهلة أن هناک تناقضاً، فإنّا إذا وصفنا جماعة بأنّهم أظلم ، فکیف یمکن أن تتقبل مجموعة اُخرى هذه الصفة ؟

وقد قلنا فی جواب هذا السؤال: إنّ کل هذه العناوین ترجع إلى عنوان واحد، وهو مسألة الشرک والکفر والعناد والإفتراء والتکذیب بالآیات الإلهیّة، والآیات التی نبحثها، تنحدر من هذا الأصل أیضاً. (لمزید التوضیح راجع تفسیر الآیة 21 من سورة الأنعام).

التّفسیر سورة یونس / الآیة 18
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma