الهمج الرّعاع:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة یونس / الآیة 11 ـ 12 الإنسان فی القرآن الکریم:

الکلام فی هذه الآیات یدور کذلک حول عقاب المسیئین، فتقول الآیة الاُولى بأنّ الله سبحانه إذا جازى المسیئین على أعمالهم بنفس العجلة التی یحب بها هؤلاء تحصیل النعم والخیر، فستنتهی أعمار الجمیع ولا یبقى لهم أثر: (ولو یعجّل الله للناس الشرّ استعجالهم بالخیر لقضى إلیهم أجلهم ). إلاّ أنّ لطف الله سبحانه لما کان شاملا لجمیع العباد، حتى المسیئین والکافرین والمشرکین، فلا یمکن أن یعجل بعذابهم وجزائهم لعلهم یعون ویتوبون، ویرجعون عن الضلال إلى الحق والهدى.

هذا إضافةً إلى أنّ الجزاء إذا ما تمّ بهذه السرعة فإنّه یعنی زوال حالة الاختبار التی هی أساس التکلیف تقریباً، وستتصف طاعة المطیعین بالجبر والاضطرار، لأنّهم بمجرّد أن یعصوا فسیلاقون جزاءهم الألیم فوراً.

واحتُمل أیضاً فی تفسیر هذه الآیة أنّ جماعة من الکفار العنودین، الذین تحدث القرآن عنهم مراراً، کانوا یقولون للأنبیاء: إذا کان ما تقولونه حقّاً، فادعوا الله أن ینزل علینا البلاء، فاذا استجاب الله تعالى دعوة هؤلاء ما کان لیبقى من هؤلاء أحد.

لکن یبدو أنّ التّفسیر الأوّل هو الأقرب.

وفی الختام تقول الآیة: یکفی عقاباً لهؤلاء أن نترکهم وشأنهم لیبقوا فی حیرتهم، فلا هم یمیزون الحق من الباطل، ولا هم یجدون سبیل النجاة من متاهاتهم: (فنذر الذین لایرجون لقاءنا فی طغیانهم یعمهون ).

عند ذلک تشیر الآیة إلى وجود نور التوحید فی فطرة الإنسان وأعماق روحه وتقول: (وإذا مسّ الإنسان الضرّ دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً ).

نعم... إنّ خاصیة المشاکل والشدائد الخطیرة، أنّها تزیل الحجب عن فطرة الإنسان الطاهرة، وتحرق فی فرن الحوادث کل الطبقات السوداء التی غطت هذه الفطرة، ویسطع عندها ـ ولو لمدّة قصیرة ـ نور التوحید.

ثمّ تقول الآیة: إنّ هؤلاء الأفراد إلى درجة من الجهل وضیق الاُفق بحیث إنّهم یعرضون بمجرّد کشف الضرّ عنهم، حتى کأنّهم لم یدعونا ولم نساعدهم: (فلمّا کشفنا عنه ضرّه مرّ کأن لم یدعنا إلى ضرّ مسّه کذلک زیّن للمسرفین ما کانوا یعملون ).

أمّا من الذی یزین لهم أعمالهم؟ فقد بحثنا ذلک فی ذیل الآیة 122 من سورة الأنعام، ومجمل الکلام هو:

إنّ الله سبحانه هو الذی یزین الأعمال، وذلک بجعل هذه الخاصیة فی الأعمال القبیحة والمحرّمة، بحیث أن الإنسان کلما تلوّث بها أکثر، فإنّه سیتطبع علیها، وبمرور الزمن یزول قبحها تدریجیاً، بل وتصل الحال إلى أن یراها حسنة وجمیلة.

وأمّا لماذا سمّت الآیة أمثال هؤلاء «مسرفین» فلأنّه لا إسراف أکثر من أن یهدر الإنسان أهم رأس مال فی وجوده، ألا وهو العمر والسلامة والشباب والقوى، ویصرفه فی طریق الفساد والمعصیة، أو فی طریق تحصیل متاع الدنیا التافه الفانی، ولایربح من ذلک شیئاً.

ألا یعد هذا العمل إسرافاً، وأمثال هؤلاء مسرفین؟

وهنا یجب الإلتفات إلى نقطة مهمّة:

سورة یونس / الآیة 11 ـ 12 الإنسان فی القرآن الکریم:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma