بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
أهل الجنّة والنّار: سورة یونس / الآیة 11 ـ 12

المقصود من لقاء الله الذی جاء فی الآیة الاُولى لیس هو اللقاء الحسّی قطعاً، بل المقصود أنّ الإنسان إضافةً إلى الحصول على الثواب وعطایا الله، فإنّه یشعر یوم القیامة بنوع من الحضور القلبی بالنسبة للذات المقدسة، لأنّه حینئذ سیرى آیات الله وعلاماته بصورة أوضح فی کل مکان، وسیحصل على رؤیة وإدراک جدید لمعرفته (1) .

إنّ الحدیث فی قوله تعالى: (یهدیهم ربّهم بإیمانهم ) عن هدایة الإنسان فی ظل الإیمان، وهذه الهدایة لا تختص بعالم الآخرة، بل إنّ الإنسان ینجو بنور إیمانه فی هذه الدنیا من کثیر من الإشتباهات والخدع والأخطاء والمعاصی المتولّدة من الطمع والأنانیة والأهواء، وسوف یحدد طریقه إلى الجنّة فی الآخرة فی ظلّ إشعاع هذا الإیمان کما یقول القرآن: (یوم ترى المؤمنین والمؤمنات یسعى نورهم بین أیدیهم وبأیمانهم ) (2) .

وفی حدیث عن النّبی (صلى الله علیه وآله): «إنّ المؤمن إذا خرج من قبره صُوّر له عمله فی صورة حسنة فیقول له: أنا عملک، فیکون له نوراً وقائداً إلى الجنّة» (3) .

ورد فی هذه الآیات: (تجری من تحتهم الأنهار ) فی الوقت الذی عبّرت آیات اُخرى من القرآن ب (تجری من تحتها الأنهار )، وبتعبیر آخر، فإنّنا نقرأ فی مواضع اُخرى أنّ الأنهار تجری من تحت أشجار الجنّة، أمّا هنا فإنّ الأنهار تجری من تحت أهل الجنّة!.

إنّ هذا التعبیر یمکن أن یشیر إلى أنّ قصور أهل الجنّة قد تکون مبنیّة على الأنهار، وهذا یضفی علیها جمالا خارقاً.

وقد یشیر إلى أنّ أنهار الجنّة مسخرّة لأوامرهم وفی قبضتهم، کما نقرأ فی قصّة فرعون أنّه کان یقول: (ألیس لی ملک مصر وهذه الأنهار تجری من تحتی ) (4) .

وقد احتمل کذلک أن تکون «تحت» بمعنى «بین أیدی» أی إنّ أنهار الماء تجری مقابلهم.

ممّا یلفت النظر أن آخر آیة من الآیات قید البحث تشیر إلى ثلاث حالات، أو ثلاث نعم کبیرة لأهل الجنّة:

الحالة الاُولى: هی حالة التوجه إلى ذات الله المقدسة، والبهجة التی تحصل لهم نتیجة هذا التوجه لایمکن مقارنتها بأیة لذّة اُخرى.

الحالة الثّانیة: اللّذة التی تحصل نتیجة الإرتباط بالمؤمنین الآخرین فی ذلک المحیط المفعم بالودّ والتفاهم، وهذه اللّذة هی أحلى لذّة بعد لذة التوجه إلى الله سبحانه.

الحالة الثّالثة: اللّذة التی تحصل من التمتع بأنواع نعم الجنّة، وهی تدفعهم إلى التوجه إلى الله أیضاً، وبالتالی حمده وشکره. (فتأمل بدقّة)


1. لمزید التوضیح راجع إلى تفسیرنا هذا، ذیل الآیة 46 من سورة البقرة.
2. الحدید، 12.
3. التفسیر الکبیر، ج 17، ص 40; وتفسیر درّالمنثور، ج 3، ص 301.
4. الزخرف، 51.
أهل الجنّة والنّار: سورة یونس / الآیة 11 ـ 12
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma