أهل الجنّة والنّار:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة یونس / الآیة 7 ـ 10 بحوث

کما مرّت الإشارة، فإنّ القرآن قد عرض فی بدایة هذه السورة بحثاً إجمالیاً عن موضوع المبدأ والمعاد، ثمّ بدأ بشرح هذه المسألة، ففی الآیات السابقة کان هناک شرح وبحث حول مسألة المعاد، ویلاحظ فی هذه الآیات تفصیل حول المعاد ومصیر الناس فی العالم الآخر.

ففی البدایة یقول: (إنّ الذین لایرجون لقاءنا ورضوا بالحیاة الدنیا واطمأنّوا بها ) فهم لایعتقدون بالمعاد وتجاهلوا الآیات البینات فلم یتدبروا فیها کیما تستیقظ قلوبهم ویتحرک فیهم روح الاحساس بالمسؤولیة (والذین هم عن آیاتنا غافلون ) فکلتا هاتین الطائفتین مصیرهم إلى النّار: (اُولئک مأواهم النّار بما کانوا یکسبون ).

إنّ النتیجة الطبیعیة والحتمیة لعدم الإیمان بالمعاد هی الإرتباط بهذه الحیاة المحدودة والعلائق المادیة، والاطمئنان بها والإعتماد علیها، ونتیجة ذلک ـ أیضاً ـ هو تلوّث الاعمال وفساد السلوک فی أنماط الحیاة المختلفة، ولاتکون عاقبة ذلک إلاّ النّار.

وکذلک فإنّ الغفلة عن الآیات الإلهیّة هی أساس البعد عن الله سبحانه، والإبتعاد عن الله هو العلّة لعدم الإحساس بالمسؤولیة والتلوّث بالظلم والفساد والمعصیة، وعاقبة ذلک لا تکون إلاّ النّار.

بناءً على هذا، فإنّ کلا الفریقین أعلاه ـ أی الذین لا یؤمنون بالمبدأ، أو لایؤمنون بالمعاد ـ سیکونان ملوّثین حتماً بالاعمال الذمیمة، ومستقبل کلا الفریقین مظلم.

إنّ هاتین الآیتین تؤکّدان مرّة اُخرى هذه الحقیقة، وهی أنّ إصلاح مجتمع ما وإنقاذه من نار الظلم والفساد، یتطلب تقویة رُکنی الإیمان بالله والمعاد اللذین هما شرطان ضروریان وأساسیان، فإنّ عدم الإیمان بالله سبحانه سیقتلع الإحساس بالمسؤولیة من وجود الإنسان، والغفلة عن المعاد یذهب بالخوف من العقاب، وعلى هذا فإنّ هذین الأساسین العقائدیین هما أساس کل الإصلاحات الاجتماعیة.

ثمّ یشیر القرآن إلى وضع فئة اُخرى فی مقابل هذه الفئة، فیقول: (إنّ الذین آمنوا وعملوا الصالحات یهدیهم ربّهم بإیمانهم ) فإنّ نور الهدایة الإلهیّة الذی ینبعث من نور إیمانهم یضیء کل آفاق حیاتهم، وقد اتّضحت لهم الحقائق باشراقات هذا النور بحیث لم تعد شراک المذاهب المادیة وزبارجها، ولا الوساوس الشیطانیة وبریق المطامع الدنیویة قادرة على التعتیم على افکارهم ودفعهم فی طریق الانحراف عن الصواب والحق.

إنّ وضع هؤلاء فی الحیاة الاُخرى أنّهم (تجری من تحتهم الأنهار فی جنّات النعیم ).

إنّ هؤلاء یرفلون فی محیط مملوء بالصلح والصفاء وعشق الله وأنواع النعم، ففی کل وقت تنیر وجودهم نفحة ورشحة من ذات الله وصفاته، فإنّ (دعواهم فیها سبحانک اللّهمّ ) وکلما التقى بعضهم بالآخر فإنّهم یتحدثون عن الصفاء والسلام (وتحیّتهم فیها سلام ) وأخیراً فإنّهم کلّما إلتذوا بنعم الله المختلفة شکروا ذلک (وآخر دعواهم أن الحمد لله ربّ العالمین ).

سورة یونس / الآیة 7 ـ 10 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma