جانب من آیات عظمة الله:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة یونس / الآیة 5 ـ 6 وهنا بحوث ینبغی الإنتباه لها:

لقد مرّت فی الآیات السابقة إشارة عابرة إلى مسألة المبدأ والمعاد، إلاّ أنّ هذه الآیات وما بعدها تبحث بصورة مفصلة هذین الأصلین الأساسیین اللذین یمثلان أهم دعامة لدعوة الأنبیاء، وبتعبیر آخر فإنّ الآیات اللاحقة بالنسبة للسابقة بمثابة التفصیل للإجمال.

لقد أشارت الآیة الاُولى التی نبحثها إلى جوانب من آیات عظمة الله سبحانه فی عالم الخلقة فقالت: (هو الذی جعل الشمس ضیاءً والقمر نوراً ).

إنّ الشمس التی تعم العالم بنورها لاتعطی النور الحرارة للموجودات فحسب، بل هی العامل الأساس فی نمو النباتات وتربیة الحیوانات، وإذا دقّقنا النظر رأینا أنّ کل حرکة على وجه الکرة الأرضیة، حتى حرکة الریاح وأمواج البحار وجریان الأنهار والشلالات، هی من برکات نور الشمس، وإذا ما انقطعت هذه الأشعة الحیاتیة عن کرتنا الأرضیة یوماً فإنّ السکون والظلمة والموت سیخیّم على کل شیء فی فاصلة زمنیة قصیرة.

والقمر بنوره الجمیل هو مصباح لیالینا المظلمة، ولا تقتصر مهمّته على هدایة المسافرین لیلا وإرشادهم إلى مقاصدهم، بل هو بنوره المناسب یبعث الهدوء والنشاط لکل سکان الأرض.

ثمّ أشارت الآیة إلى فائدة اُخرى لوجود القمر فقالت: (وقدّره منازل لتعلموا عدد السنین

والحساب ) أی إنّکم لو نظرتم إلى القمر، وأنّه فی أوّل لیلة هلال رفیع، ثمّ یکبر حتى یکون بدراً فی لیلة النصف من الشهر، وبعدها یبدأ بالنقصان التدریجی حتى الیوم أو الیومین الأخیرین حیث یغیب فی المحاق، ثمّ یظهر على شکل هلال من جدید ویدور إلى تلک المنازل السابقة، لعلمتم أنّ هذا الاختلاف لیس عبثاً ، بل إنّه تقویم طبیعی دقیق جدّاً یستطیع الجاهل والعالم قراءته، ویقرأ فیه تأریخ أعماله واُمور حیاته (1) .

ثمّ تضیف الآیة: إنّ هذا الخلق والدوران لیس عملا غیر هادف، أو هو من باب اللعب، بل (ماخلق الله ذلک إلاّ بالحقّ ).

وفی النهایة تؤکّد الآیة: (یفصّل الآیات لقوم یعلمون ) إلاّ أنّ هؤلاء الغافلین وفاقدی البصیرة بالرغم من أنّهم یمرون کثیراً على هذه الآیات والدلائل، إلاّ أنّهم لا یدرکون أدنى شیء منها.

وتتطرق الآیة الثّانیة إلى قسم آخر من العلامات والدلائل السماویة والأرضیة الدالّة على وجوده سبحانه، فتقول: (إنّ فی اختلاف الّلیل والنهار وما خلق الله فی السماوات والأرض لآیات لقوم یتّقون ) فلیست السماء والأرض بذاتهما من آیات الله وحسب، بل إنّ کل واحدة من الموجودات التی توجد فیهما تعتبر آیة بحد ذاتها، إلاّ أنّ الذین یدرکون تلک الآیات هم الذین سمت أرواحهم وصفت نتیجة لتقواهم وبعدهم عن المعاصی، وهم الذین یقدرون على رؤیة وجه الحقیقة وجمال المعشوق.


1. لقد بحثنا حول کون القمر تقویماً طبیعیاً یمکن من خلال حالاته المختلفة تعیین أیّام الشهر بدقّة (راجع تفسیر الآیة 189 من سورة البقرة) .
سورة یونس / الآیة 5 ـ 6 وهنا بحوث ینبغی الإنتباه لها:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma