التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة التّوبة / الآیة 126 ـ 127 سورة التّوبة / الآیة 128 ـ 129

یستمر الکلام فی هذه الآیات حول المنافقین، وهی توبّخهم وتذمهم فتقول: (أَوَلا یرون أنّهم یفتنون فی کلّ عام مرّة أو مرّتین ) والعجیب أنّهم رغم هذه الامتحانات المتلاحقة لایعتبرون (ثمّ لا یتوبون ولا هم یذّکّرون ).

وهناک بحث بین المفسّرین فی أنّه ما هو المراد من هذا الاختبار السنوی الذی یجری مرّة أو مرّتین؟

فالبعض یقول: إنّه الأمراض، (1) والبعض الآخر یقول: إنّه الجوع والشدائد الاُخرى، وثالث یقول: إنّه مشاهدة آثار عظمة الإسلام وأحقیّة النّبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) فی ساحات الجهاد التی کان یحضرها هؤلاء المنافقون بحکم الضغط الاجتماعی وظروف البیئة التی یعیشونها، ورابع یعتقد أنّه رفع الستار عن أسرارهم، وفضیحتهم.

غیر أنا إذا قرأنا آخر الآیة حیث تذکر أنّ هؤلاء لم یتذکروا رغم کل ذلک، سیتّضح أنّ هذا الاختبار من الاختبارات التی ینبغی أن تکون سبباً فی توعیة هذه المجموعة.

ویظهر أیضاً من تعبیر الآیة أنّ هذا الاختبار یختلف عن الاختبار العام الذی یواجهه کل الناس فی حیاتهم، وإذا أخذنا هذا الموضوع بنظر الاعتبار فسیظهر أنّ التّفسیر الرّابع ـ أی إزاحة الستار عن أعمال هؤلاء السیئة وظهور باطنهم وحقیقتهم ـ أقرب إلى مفهوم الآیة.

ویحتمل أیضاً أن یکون للامتحان والإبتلاء فی هذه الآیة مفهوم جامع بحیث یشمل کل هذه المواضیع.

ثمّ تشیر الآیة إلى الموقف الإنکاری لهؤلاء فی مقابل الآیات الإلهیّة، فتقول: (وإذا ما اُنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض ).

إنّ خوف هؤلاء وقلقهم ناشی من أنّ تلک السورة تتضمن فضیحة جدیدة لهم، أو لأنّهم لا یفهمون منها شیئاً لعمى قلوبهم، والإنسان عدوّ ما یجهل.

وعلى کل حال، فإنّهم کانوا یخرجون من المسجد حتى لا یسمعوا هذه الأنغام الإلهیّة، إلاّ أنّهم کانوا یخشون أن یراهم أحد حین خروجهم، ولذلک کان أحدهم یهمس فی أذن صاحبه ویسأله: (هل یراکم من أحد )؟ وإذا ما أطمأنوا إلى أنّ الناس منشغلون بسماع کلام النّبی (صلى الله علیه وآله)وغیر ملتفتین إلیهم خرجوا: (ثمّ انصرفوا ).

إنّ جملة (هل یراکم من أحد )، کانوا یقولونها إمّا بألسنتهم، أو بإشارة العیون، فی حین أنّ الجملة الثّانیة (نظر بعضهم إلى بعض ) تبیّن أمراً واحداً هو نفس ما عیّنته الجملة الاُولى، وفی الحقیقة فإنّ (هل یراکم من أحد ) تفسیر لنظر بعضهم إلى البعض الآخر.

وتطرّقت الآیة فی الختام إلى ذکر علة هذا الموضوع فقالت: إنّ هؤلاء إنّما لا یریدون سماع کلمات الله سبحانه ولایرتاحون لذلک لأنّ قلوبهم قد حاقت بها الظلمات لعنادهم ومعاصیهم فصرفها الله سبحانه عن الحق، وأصبحوا أعداءً للحق لأنّهم أناس جاهلون لافکر لهم: (صرف الله قلوبهم بأنّهم قوم لایفقهون ).

وقد ذکر المفسّرون لقوله تعالى: (صرف الله قلوبهم ) احتمالین:

الأوّل: إنّها جملة خبریة. کما فسّرناها قبل قلیل.

الثّانی: إنّها جملة إنشائیة، ویکون معناها اللعنة، أی إنّ الله سبحانه یصرف قلوب هؤلاء عن الحق. إلاّ أنّ الاحتمال الأوّل هو الأقرب کما یبدو.


1. بحارالانوار، ج 5، ص 175.
سورة التّوبة / الآیة 126 ـ 127 سورة التّوبة / الآیة 128 ـ 129
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma