1ـ روایة موضوعة!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
ضرورة قطع العلاقات مع الأعداء: 2ـ لماذا وعد إبراهیم آزر بالإستغفار؟

إنّ الکثیر من مفسّری العامّة نقلوا حدیثاً موضوعاً عن صحیح البخاری ومسلم وکتب اُخرى عن سعید بن المسیب عن أبیه، أنّه لما حضرت أبا طالب الوفاة أتى إلیه النّبی (صلى الله علیه وآله)، وکان عنده أبوجهل وعبدالله بن أبی أمیة، فقال له النّبی (صلى الله علیه وآله): «یاعم، قل لا إله إلاّ الله أحاج لک بها عند الله»، فالتفت أبوجهل وعبدالله بن أبی أمیة إلى أبی طالب وقالوا: أترید أن تصبو عن دین أبیک عبدالمطلب؟! وکرر النّبی (صلى الله علیه وآله) قوله، إلاّ أنّ أبا جهل وعبدالله منعاه من ذلک. وکان آخر ما قاله أبوطالب: على دین عبدالمطلب، وامتنع عن قول: لا إله إلاّ الله، فقال النّبی (صلى الله علیه وآله) عندئذ: «سأستغفر لک حتى أنهى عنه» فنزلت الآیة: (ماکان للنّبىّ والّذین آمنوا... ) (1) .

إلاّ أنّ الأدلة والقرائن على کذب ووضع هذا الحدیث واضحة، لما یلی:

أوّلا: المعروف والمشهور بین المفسّرین والمحدثین أنّ سورة براءة نزلت فی السنة التاسعة للهجرة، بل یعتقد البعض أنّها آخر سورة نزلت على النّبی (صلى الله علیه وآله)، فی حین أنّ المؤرخین ذکروا أنّ وفاة أبی طالب کانت فی مکّة، وقبل هجرة النّبی (صلى الله علیه وآله).

ولهذا نرى التخبط والتناقض الصریح الذی وقع فیه بعض المتعصبین کصاحب تفسیر المنار، فإنّهم قالوا تارةً: إنّ هذه الآیة نزلت مرّتین! مرّة فی مکّة، ومرّة فی المدینة فی السنة التاسعة للهجرة وظنوا أنّهم لما ادّعوا هذا الدلیل رفعوا التناقض الذی سقطوا فیه.

وقالوا تارةً اُخرى: إنّ من الممکن أن تکون هذه الآیة نزلت حین وفاة أبی طالب، ثمّ أمر النّبی (صلى الله علیه وآله) بوضعها فی سورة التوبة. إلاّ أنّ هذا الإدعاء کسابقه عار من الدلیل.

ألم یکن من الأجدر بهم بدل أن یتخطبوا فی هذه التوجیهات التی لا أساس لها، أن یترددوا ویشککوا فی صحة الرّوایة السابقة؟!

ثانیاً: لا شک فی أنّ الله سبحانه وتعالى قد نهى المسلمین فی آیات من القرآن عن محبّة المشرکین قبل موت أبی طالب، ونحن نعلم أن الاستغفار من أظهر مصادیق إبراز المحبّة والصداقة، فکیف یمکن والحال هذه أن یرحل أبوطالب من الدنیا ویقسم النّبی (صلى الله علیه وآله) بأنّه سیستغفر له حتى ینهاه الله؟!

العجیب أنّ الفخر الرازی، الذی عرف بتعصبه فی أمثال هذه المسائل، لما لم یستطع إنکار أنّ هذه الآیة قد نزلت ـ کبقیة سورة التوبة ـ فی أواخر عمر النّبی (صلى الله علیه وآله) عمد إلى توجیه محیر وعجیب، وهو أن النّبی (صلى الله علیه وآله) استمر بعد وفاة أبی طالب فی الاستغفار له حتى نزلت هذه الآیة ونهته عن الاستغفار ! ثمّ یقول: ما المانع من أن یکون هذا الأمر ـ أی الاستغفار ـ مجازاً للنّبی (صلى الله علیه وآله) والمؤمنین إلى ذلک الوقت؟!

إنّ الفخر الرازی إذا حرر نفسه من قیود التعصب، سیلتفت إلى عدم إمکان أن یستغفر النّبی (صلى الله علیه وآله) لفرد مشرک طوال هذه المدّة، فی الوقت الذی کانت آیات کثیرة من القرآن الکریم قد نزلت إلى ذلک الزمان تدین وتشجب أی نوع من مودة المشرکین ومحبّتهم (2) .

ثالثاً: إنّ الشخص الوحید الذی روى هذه الرّوایة هو «سعید بن المسیب»، وبغضه وعداؤه لأمیرالمؤمنین علی (علیه السلام) أشهر من نار على علم، وعلى هذا لایمکن الاعتماد على روایته فی شأن علی (علیه السلام) أو أبیه أو أبنائه مطلقاً.

لقد نقل «العلاّمة الأمینی (قدس سره)» ـ بعد أن أشار إلى الموضوع أعلاه ـ کلاماً عن «الواقدی» یستحق التوقف عنده، حیث یقول: إن سعید بن المسیب مرّ بجنازة الإمام السجاد علی بن الحسین (علیه السلام) ولم یصل علیها، واعتذر بعذر واه، (3) إلاّ أنّه على قول ابن حزم ـ لما سئل: أتصلی خلف الحجاج أم لا؟ قال: نحن نصلّی خلف من هو أسوأ من الحجاج! (4)

رابعاً: کما قلنا فی الجزء الخامس من هذا التّفسیر، فإنّ ممّا لا شک فیه أنّ أبا طالب قد آمن بالنّبی (صلى الله علیه وآله)، وبیّنا الأدلة الواضحة على ذلک، وأثبتنا بأنّ ما قیل فی عدم إیمان أبی طالب هو تهمة کبیرة، وقد صرّح بذلک کل علماء الشیعة، وجماعة من علماء السنّة کابن أبی الحدید فی (شرح نهج البلاغة) والقسطلانی فی (إرشاد الساری) وزینی دحلان فی (حاشیة السیرة الحلبیة).

وقلنا إنّ المحقق المدقق إذا لاحظ المدّ السیاسی المغرض الذی تزعمه حکام بنی اُمیة ضد علی (علیه السلام)، استطاع أن یقدر بأن کل من إرتبط بأمیرالمؤمنین علیه السلام لم یبق بمنأى عن التعرض المغرض.

فی الحقیقة، أنّ أباطالب لم یکن له ذنب سوى أنّه أبو علی بن أبی طالب (علیه السلام) إمام المسلمین، وقائدهم العظیم! ألم یتهموا أباذر، ذلک المجاهد الإسلامی الکبیر لحبّه وعشقه لعلی (علیه السلام)، وجهاده ضد مذهب عثمان ؟!

(لمزید الإطلاع على إیمان أبی طالب الذی کان حامیاً لرسول الله (صلى الله علیه وآله) فی جمیع مراحل حیاته، ومدافعاً عنه، ومطیعاً لأوامره، راجع الآیة 25 و26 من سورة الانعام من تفسیرنا هذا).


1. تفسیر المنار، وتفاسیر اُخرى لأهل السنة; والغدیر، ج 8، ص 8.
2. لقد ورد النهی عن محبّة وموالاة الکافرین صریحاً فی الآیة 139 من سورة النساء، والتی نزلت قبل سورة التوبة مسلماً، وکذلک فی الآیة 28 من سورة آل عمران، وهی کذلک نزلت قبل سورة براءة، وفی هذه السورة قال الله سبحانه لنبیّه (صلى الله علیه وآله) فی الآیات التی سبقت هذه الآیة 80 من سورة التوبة: ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعین مرّة فلن یغفر الله لهم ).
3. الغدیر، ج 8، ص 9.
4. المصدر السابق.
ضرورة قطع العلاقات مع الأعداء: 2ـ لماذا وعد إبراهیم آزر بالإستغفار؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma