نطالع فی الآیة المذکورة أعلاه الواردة فی حق المؤمنین من الأعراب، أنّ هؤلاء یعتبرون إنفاقهم أساس القرب من الله تعالى، خاصّة وأنّ هذه الکلمة قد وردت بصیغة الجمع (قربات)، وهی توحی أنّ هؤلاء لا یبتغون من إنفاقهم قربة واحدة، بل قربات.
وممّا لا شک فیه أنّ القرب والقربة بالنسبة إلى الله سبحانه وتعالى لا تعنی القرب المکانی، بل القرب المقامی، أی السیر إلى الذات المقدّسة والکمال المطلق والتعرض لأنوار صفات جماله وجلاله وفی دائرة الفکر والروح.