علامات المنافقین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة التّوبة / الآیة 67 ـ 70 تکرر التاریخ والإعتبار به:

البحث فی هذه الآیات یدور کالسابق حول سلوک المنافقین وعلاماتهم وصفاتهم، فالآیة الاُولى من هذه الآیات تشیر إلى أمر کلّی، وهو أنّ روح النفاق یمکن أن تتجلّى بأشکال مختلفة وتبدو فی صور متفاوتة بحیث لا تلفت النظر فی أوّل الأمر، خصوصاً أنّ روح النفاق هذه یمکن أن تختلف بین الرجل والمرأة، لکن یجب أن لا یُخدع الناس بتغییر صور النفاق بین المنافقین، فالمنافقون یشترکون فی مجموعة من الصفات تعتبر العامل

المشترک فیما بینهم، لذلک یقول الله سبحانه: (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض ).

وبعد ذلک یشرع القرآن الکریم فی ذکر خمس صفات لهؤلاء:

الاُولى والثّانیة: إنّهم یدعون الناس إلى فعل المنکرات ویرغبونهم فیها من جهة، ویُبعدونهم وینهونهم عن فعل الأعمال الصالحة من جهة اُخرى (یأمرون بالمنکر وینهون عن المعروف ) أی إنّهم یسلکون طریقاً ویتّبعون منهاجاً هو عکس طریق المؤمنین تماماً، فإنّ المؤمنین یسعون دائماً ـ عن طریق الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر ـ إلى أن یصلحوا المجتمع وینقوه من الشوائب والفساد، بینما یسعى المنافقون إلى إفساد کل زاویة فی المجتمع واقتلاع جذور الخیر والأعمال الصالحة من بین الناس من أجل الوصول إلى أهدافهم المشؤومة، ولا شک أنّ وجود مثل هذا المحیط الفاسد والبیئة الملوّثة ستساعدهم کثیراً فی تحقیق أهدافهم.

الثّالثة: إنّ هؤلاء بخلاء لا یتمتعون بروح الخیر للناس فلا ینفقون فی سبیل الله، ولا یعینون محروماً، ولا یستفید أقوامهم ومعارفهم من أموالهم، فعبّر عنهم القرآن: (ویقبضون أیدیهم ) ولا شک أنّ هؤلاء إنّما یبخلون بأموالهم لأنّهم لا یؤمنون بالآخرة والثواب والجزاء المضاعف لمن أنفق فی سبیل الله، بالرغم من أنّهم کانوا یبذلون الأموال الطائلة من أجل الوصول إلى أغراضهم وآمالهم الشریرة الدنیئة، وربّما بذلوها ریاءً وسمعة، لکنّهم لا یقدمون على البذل على أساس الإخلاص لله سبحانه وتعالى.

الرّابعة: إنّ کل أعمالهم وأقوالهم وسلوکهم یوضح أن هؤلاء قد نسوا الله، والوضع الذی یعیشونه یبیّن أنّ الله قد نسیهم فی المقابل، وبالتالی فإنّهم قد حُرموا من توفیق الله وتسدیده ومواهبه السنیة، أی إنّه سبحانه قد عاملهم معاملة المنسیین، وآثار وعلامات هذا النسیان المتقابل واضحة فی کل مراحل حیاتهم، وإلى هذا تشیر الآیة: (نسوا الله فنسیهم ).

وهنا نودّ الإشارة إلى أنّ نسبة النسیان إلى الله جلّ وعلا لیست نسبة واقعیة وحقیقیة ـ کما هو المعلوم بدیهة ـ بل هی کنایة عن معاملة لهؤلاء معاملة الناسی، أی إنّه لا یشملهم برحمته وتوفیقه لأنّهم نسوه فی البدایة، ومثل هذا التعبیر متداول حتى فی الحیاة الیومیة بین الناس، فقد نقول لشخص مثلا: إنّنا سوف ننساک عند إعطاء الأجرة أو الجائزة لأنّک قد نسیت واجبک، وهذا تعبیر یعنی أنّنا سوف لا نعطیه أجره ومکافأته. وهذا المعنى ورد کثیراً فی روایات أهل البیت (علیهم السلام) (1).

وممّا ینبغی الإلتفات إلیه أنّ موضوع نسیان الله تعالى قد عطف بفاء التفریع على نسیان هؤلاء القوم، وهذا یعنی أنّ نتیجة نسیان هؤلاء لأوامر الله تعالى وطغیانهم وعصیانهم هی حرمانهم من مواهب الله ورحمته وعنایته.

الخامسة: إنّ المنافقین فاسقون وخارجون من دائرة طاعة أوامر الله سبحانه وتعالى، وقالت الآیة: (إنّ المنافقین هم الفاسقون ).

ونلاحظ أنّ هذه الصفات المشترکة متوفرة فی المنافقین فی کل الاعصار. فمنافقوا عصرنا الحاضر وإن تلبسوا بصور وأشکال جدیدة، إلاّ أنّهم یتحدون فی الصفات والاُصول المذکورة أعلاه مع منافقی العصور الغابرة، فإنّهم کسابقیهم یدعون الناس إلى الفساد ویرغبونهم فیه، وینهون الناس عن فعل الخیر ویمنعونهم إن استطاعوا، وکذلک فی بخلهم وإمساکهم وعدم إنفاقهم، وبعد کل ذلک فإنّهم یشترکون فی الأصل الأهم، وهو أنّهم قد نسوا الله سبحانه وتعالى فی جمیع مراحل حیاتهم، وتعدیهم على قوانینه وفسقهم. وممّا یثیر العجب أنّ هؤلاء بالرغم من کل هذه الصفات القبیحة السیئة یدّعون الإیمان بالله والإعتقاد الرصین بأحکام الدین الإسلامی واُصوله ومناهجه!

فی الآیة التی تلیها نلاحظ الوعید الشدید والإنذار بالعذاب الألیم والجزاء الذی ینتظر هؤلاء حیث تقول: (وعد الله المنافقین والمنافقات والکفّار نار جهنّم ) وأنّهم سیخلدون فی هذه النّار المحرقة (خالدین فیها ) وأنّ هذه المجازاة التی تشمل کل أنواع العذاب والعقوبات تکفی هؤلاء، إذ (هی حسبهم ) وبعبارة اُخرى: إنّ هؤلاء لا یحتاجون إلى عقوبة اُخرى غیر النّار، حیث یوجد فی نار جهنم کل أنواع العذاب: الجسمیة منها والروحیة.

وتضیف الآیة فی خاتمتها أنّ الله تعالى قد أبعد هؤلاء عن ساحة رحمته وجازاهم بالعذاب الأبدی (ولعنهم الله ولهم عذاب مقیم )، بل إنّ البعد عن الله تعالى یعتبر بحد ذاته أعظم وأشد عقوبة وآلمها.


1. راجع تفسیر نورالثقلین، ج2، ص 239 ـ 240.
سورة التّوبة / الآیة 67 ـ 70 تکرر التاریخ والإعتبار به:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma