1ـ الفرق بین الفقیر والمسکین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
بحوث 2ـ هل یجب تقسیم الزّکاة إلى ثمانیة أجزاء متساویة؟

هناک بحث بین المفسّرین فی مفهومی الفقیر والمسکین، هل أنّ مفهومهما واحد، وتکرار اللفظین معاً فی الآیة من باب التأکید فتصبح موارد صرف الزکاة سبعة لا ثمانیة، أم أنّهما لهما معنیان مختلفان؟

أغلب المفسّرین والفقهاء قالوا بالثّانی، لکن وقع البحث حتى بین أنصار هذا القول فی تفسیر وتحدید مفهوم کل من الکلمتین، والذی یبدو أقرب للنظر، أنّ «الفقیر» هو الشخص الذی یعانی من حاجة مالیة فی حیاته ومعاشه مع أنّه یعمل ویکتسب، لکنّه لا یسأل أحداً مطلقاً رغم حاجته لعفته وعزّة نفسه، أمّا (المسکین ) فهو أشد حاجة من الفقیر، وهو العاجز عن العمل، فهو مضطر لأنّ یستعطی الناس ویسألهم. والدلیل على ذلک أنّ الأصل اللغوی لکلمة مسکین مأخوذ من مادة السکون، لأنّ المسکین لشدّة فقره کأنّه سکن وأخلد إلى الأرض.

ثمّ إنّ ملاحظة استعمال الکلمتین فی مواضع متعددة من القرآن یؤید هذا الرأی، فمثلا: نقرأ فی الآیة 16 من سورة البلد: (أو مسکیناً ذا متربة ) وفی الآیة 8 من سورة النساء: (وإذا حضر القسمة أولو القربى والیتامى والمساکین فارزقوهم ) ویُفهم من هذا التعبیر أنّ المراد بالمساکین هم الذین یسألون ویستعطون إذا حضروا مثل هذه المواضع.

وفی الآیة 24 من سورة القلم نقرأ: (أن لا یدخلنّها الیوم علیکم مسکین ) وهی إشارة إلى السائلین.

وکذلک التعبیر بـ (إطعام مسکین) أو (طعام مسکین)، فإنّه یوحی بأنّ المساکین هم الجیاع الذین یحتاجون إلى الطعام، فی حین أنّنا نستطیع أن نفهم بوضوح ـ من خلال بعض الآیات القرآنیة التی وردت فیها کلمة الفقیر ـ أنّ المراد من الفقراء هم أفراد محتاجون للمال لکنّهم لحفظ ماء الوجه ولعزة أنفسهم لا یسألون الناس مطلقاً، کما تبین ذلک الآیة 273 من سورة البقرة: (للفقراء الذین اُحصروا فی سبیل الله لا یستطیعون ضرباً فی الأَرض یحسبهم الجاهل أغنیاء من التعفّف ).

وبعد کل هذا ففی روایة رواها محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق أو الإمام الباقر (علیهما السلام)، أنّه سأله عن الفقیر والمسکین فقال: «الفقیر الذی لا یسأل، والمسکین الذی هو أجهد منه، الذی یسأل» (1). وبهذا المضمون وردت روایة عن أبی بصیر عن الصادق (علیه السلام)، وکلتاهما صریحتان فی المعنى السابق.

ونذکّر هنا بأنّ قسماً من القرائن قد یظهر منه أحیاناً خلاف ما قلناه، إلاّ أنّنا إذا نظرنا إلى مجموع القرائن اتَّضح أنّ الحق ما قلناه.


1. وسائل الشیعه، ج 6، ص 144، باب 1 من أبواب مستحقی الزکاة، ح 2.
بحوث 2ـ هل یجب تقسیم الزّکاة إلى ثمانیة أجزاء متساویة؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma