موارد صرف الزکاة ودقائقها:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة التّوبة / الآیة 60 بحوث

فی تاریخ صدر الإسلام مرحلتان یمکن ملاحظتهما بوضوح، إحداهما فی مکّة، حیث کان هدف النّبی (صلى الله علیه وآله) والمسلمین فیها تعلیم الأفراد وتربیتهم ونشر التعالیم الإسلامیة. والثّانیة فی المدینة، حیث أقدم النّبی (صلى الله علیه وآله) على تشکیل حکومة إسلامیّة أجرى من خلالها الأحکام والتعالیم الإسلامیة.

وممّا لا شک فیه أنّ أوّل وأهم مسألة واجهت تشکیل الحکومة هی إیجاد بیت المال، إذ عن طریقه تُؤمَّن حاجات الدولة الاقتصادیة، وهی حاجات طبیعیة توجد فی کل دولة بدون استثناء، ومن هنا کان إیجاد بیت المال من أوائل أعمال النّبی (صلى الله علیه وآله) فی المدینة، وتشکل الزکاة أحد موارده، وعلى المشهور فإنّ هذا الحکم شُرّع فی السنة الثّانیة للهجرة النبویة.

وکما سنشیر ـ بعد حین ـ إلى إرادة الله وحکمه، فإنّ حکم الزکاة قد نزل من قبل فی مکّة، لکن لا على نحو وجوب جمعها فی بیت المال، بل کان الناس یؤدونها ذاتیاً، أمّا فی المدینة فإنّ قانون جبایة الزکاة وجمعها فی بیت المال قد صدر من الله تعالى فی الآیة 103 من سورة التوبة.

إنّ الآیة التی نبحثها، والتی نزلت یقیناً بعد آیة وجوب الزکاة ـ وإن لم یسبق لها ذکر فی القرآن الکریم ـ تبیّن الموارد المختلفة التی تصرف فیها الزکاة. وممّا یلفت النظر أنّ الآیة بدأت بکلمة (إنّما) الدالّة على الحصر، وهی توحی بأنّ بعض الأفراد الأنانیین أو المغفلین کانوا

یطمعون فی أن یحصلوا على نصیب من الزکاة بدون أی وجه لإستحقاقهم لها، لکن کلمة (إنّما) ردّت أیدیهم فی أفواهم. وهذا المعنى تبیّنه الآیتان اللتان سبقت هذه الآیة، حیث ذکرت أنّ هؤلاء کانوا یعترضون على النّبی (صلى الله علیه وآله) فی عدم إعطائهم شیئاً من الزکاة، ویرضون عنه إذا أعطاهم شیئاً منها.

وعلى أی حال، فإنّ الآیة قد بیّنت ـ بوضوح ـ الموارد الحقیقیة التی تصرف فیها الزّکاة، وأنهت التوقعات غیر المنطقیة وحددت موارد صرف الزّکاة فی ثمانیة أصناف: (إنّما الصّدقات ):

(للفقراء ).

(المساکین ): وسیأتی البحث فی نهایة تفسیر الآیة عن الفرق بین الفقیر والمسکین.

(والعاملین علیها ): وهم الذین یسعون فی جبایة الزکاة، وإدارة بیت المال، وما یُعطى لهم هو فی الواقع بمنزلة أجرة عملهم، ولهذا لا یشترط فیهم الفقر على أی حال.

(والمؤلفة قلوبهم ): وهم الذین لا یوجد لدیهم الحافز والدافع المعنوی القوی من أجل النهوض بالأهداف الإسلامیة وتحقیقها، ولکن ویمکن استمالتهم بواسطة بذل المال لهم، والاستفادة منهم فی الدفاع عن الإسلام وتحکیم دولته، وإعلاء کلمته، وسیأتی توضیح أوسع حول هذا القسم.

(وفی الرقاب ): وهذا یعنی أن قسماً من الزکاة یخصّص لمحاربة العبودیة والرق وإنهاء هذه الحالة غیر الإنسانیة، وکما قلنا فی محله فإنّ برنامج الإسلام فی معالجة مسألة الرقیق هو أتباع نظام (التحریر التدریجی) الذی ینتهی إلى تحریر جمیع العبید بدون مواجهة ردود فعل اجتماعیة غیر متوقعة، ویشکّل تخصیص قسم من الزکاة لهذا الموضوع جانباً من هذا البرنامج المتکامل.

(والغارمین ): وهم الذین عجزوا عن أداء دیونهم، ولم یکن هذا العجز نتیجة لتقصیرهم.

(وفی سبیل الله ): والمراد منه ـ کما سنشیر إلیه فی آخر تفسیر الآیة ـ جمیع السبل التی تؤدّی إلى تقویة ونشر الدین الإلهی، وهی أعم من مسألة الجهاد والتبلیغ وأمثالها.

(وابن السبیل ): وهم الذین تخلفوا فی الطریق لعلة ما، ولیس معهم من الزاد والراحلة ما یوصلهم إلى بلدانهم أو إلى الجهة التی یقصدونها، حتى ولو لم یکونوا فقراء فی

واقعهم، لکنّهم افتقروا الآن نتیجة سرقة أموالهم أو مرضهم أو قلّة أموالهم أو لأسباب أخر، ومثل هؤلاء یجب أن یُعطَوا من الزکاة ما یوصلهم إلى مقصدهم أو بلدهم.

وفی خاتمة الآیة نلاحظ التأکید على صرفها فی الجهات السابقة، ولذلک قال سبحانه: (فریضة من الله ) ولا شک أنّ هذه الفریضة قد حُسبت بصورة دقیقة جدّاً، وبصورة تحفظ مصالح الفرد والمجتمع، لأنّ (والله علیم حکیم ).

سورة التّوبة / الآیة 60 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma