علامة اُخرى للمنافقین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة التّوبة / الآیة 56 ـ 57 سورة التّوبة / الآیة 58 ـ 59

ترسم الآیتان أعلاه حالة اُخرى من أعمال المنافقین بجلاء، إذ تقول الآیة الاُولى: (ویحلفون بالله إنّهم لمنکم وما هم منکم ولکنّهم قوم یفرقون ) ومن شدّة خوفهم وَفَرقِهم یخفون کفرهم ویظهرون الإیمان.

و«یفرقون» من مادة «الفرق» على زنة «الشفق» ومعناه شدّة الخوف.

یقول «الراغب» فی «المفردات» إن الفرق فی الأصل معناه التفرّق والتشتت، فکأنّهم لشدّة خوفهم تکاد قلوبهم أن تتفرق وتتلاشى.

وفی الواقع أنّ مثل هؤلاء لما فقدوا ما یرکنون إلیه فی أعماقهم، فهم فی هلع واضطراب عظیم دائم، ولا یمکنهم أن یکشفوا عمّا فی باطنهم لما هم علیه من الهلع والفزع، وحیث إنّهم لا یخافون الله «لعدم إیمانهم به»، فهم یخافون من کل شیء غیره، ویعیشون فی استیحاش دائم، غیر أنّ المؤمنین الصادقین ینعمون فی ظل الإیمان بالهدوء والإطمئنان.

والآیة التالیة تصوّر شدّة عداوة المنافقین للمؤمنین ونفورهم منهم، فی عبارة موجزة إلاّ أنّها فی غایة المتانة والبلاغة، إذ تقول: (لو یجدون ملجأً أو مغارات أو مدّخلا لولّوا إلیه وهم یجمحون ).

«الملجأ» معناه معروف، وهو ما یأوی إلیه الخائف عادة، کالقلاع والکهوف وأضرابهما.

و«المغارات» جمع مغارة.

و«المدّخل» هو الطریق الخفی تحت الأرض، کالنقب مثلا.

و«یجمحون» مأخوذ من الجماح، ومعناه الحرکة السریعة والشدیدة التی لا یتأتى لأیّ شیء أن یصدها، کحرکة الخیول المسرعة الجامحة التی لا تطاوع أصحابها، ولذلک سُمّی الجواد الذی لا یطاوع صاحبه جموحاً أو جامحاً.

وعلى کل حال، فهذه الآیة واحدة من أبلغ الآیات والتعابیر التی یسوقها القرآن فی وصف المنافقین، وبیان هلعهم وخوفهم وبغضهم إخوانهم المؤمنین، بحیث لو کان لهم سبیل للفرار من المؤمنین، ولو على قمم الجبال أو تحت الأرض، لَولّوا إلیه وهم یجمحون، ولکن ما عسى أن یفعلوا مع الروابط التی تربطهم معکم من القبیلة والأموال والثروة، کل ذلک یضطرهم إلى البقاء على رغم أنوفهم.

سورة التّوبة / الآیة 56 ـ 57 سورة التّوبة / الآیة 58 ـ 59
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma