نؤکّد مرّة اُخرى على أنّه لا ینبغی أن نقرأ هذه الآیات ونعدّ موضوعها مسألة تاریخیة ترتبط بما سبق، بل علینا أن نعتبرها درساً لیومنا وأمسنا وغدنا، ولجمیع الناس. فلیس من مجتمع یخلو من مجموعة منافقین، قلّت أو کثرت، وصفاتهم على شاکلة واحدة تقریباً.
فالمنافقون عادة أناس جهلة أنانیون متکبرون، یزعمون بأنّهم یتمتّعون بقسط وافر من العقل والدرایة! إنّهم فی عذاب وحسرة مادام الناس فی راحة وسرور ویفرحون عندما تحلّ بهم کارثة!.
إنّهم یتخبطون فی دوامة من الوهم والشک والحیرة، ولذلک فهم یخطون تارة نحو الأمام، واُخرى إلى الوراء!!
وعلى خلافهم المؤمنون، فهم یشارکون الناس فی السراء والضرّاء، ولا یزعمون أنّهم أولو علم ودرایة، ولا یستغنون عن رحمة الله ولطفه، وقلوبهم تعشق الله ولا تخاف فی سبیله من سواه.