المدد الإلهی للرّسول فی أشد اللحظات:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة التّوبة / الآیة 40قصّة صاحب النّبی فی الغار:

کان الکلام فی الآیات المتقدمة عن موضوع الجهاد ومواجهة العدوّ، وکما أشرنا فقد جاء الکلام عن الجهاد مؤکّداً بعدّة طرق، من ضمنها أنّه لا ینبغی أن تتصوروا أنّکم إذا تقاعستم من الجهاد ونصرة النّبی (صلى الله علیه وآله) فستذهب دعوته والإسلام أدرَاج الریاح.

فالآیة محل البحث تعقّب على ما سبق لتقول: (إلاّ تنصروه فقد نصره الله ). (1)

وکان ذلک عندما تآمر مشرکو مکّة على اغتیال النّبی (صلى الله علیه وآله) وقتله، وقد مرّ بیان ذلک فی ذیل الآیة 30 من سورة الأنفال بالتفصیل، حیث قرّروا بعد مداولات کثیرة أن یختاروا من کل قبیلة من قبائل العرب رجلا مسلّحاً ویحاصروا دار النّبی (صلى الله علیه وآله) لیلا، وأن یهجموا علیه الغداة ویحملوا علیه حملَة رجل واحد فیقطعوه بسیوفهم.

ولکن النّبی (صلى الله علیه وآله) اطّلع ـ بأمر الله ـ على هذه المکیدة، فتهیأ للخروج من (مکّة) والهجرة إلى (المدینة) إلاّ أنّه توجّه نحو (غار ثور) الذی یقع جنوب مکّة وفی الجهة المخالفة لجادة المدینة واختبأ فیه، وکان معه (أبوبکر) فی هجرته هذه.

وقد سعى الأعداء سعیاً حثیثاً للعثور على النّبی، إلاّ أنّهم عادوا آیسین، وبعد ثلاثة أیّام من اختباء النّبی (صلى الله علیه وآله) وصاحبه فی الغار واطمئنانه من رجوع العدوّ توجّه لیلا نحو المدینة (فی غیر الطریق المطرّق) وبعد بضعة أیّام وصل (صلى الله علیه وآله)المدینة سالماً، وبدأت مرحلة جدیدة من تأریخ الإسلام هناک.

فالآیة آنفة الذکر تشیر إلى أشدّ اللحظات حرجاً فی هذا السَفَر التاریخی، فتقول: (إذْ أخرجه الذین کفروا ) وبالطبع فإنّهم لم یریدوا إخراجه بل أرادوا قتله، لکن لما کانت نتیجة المؤامرة خروج النّبی من مکّة فراراً منهم، فقد نسبت الآیة إخراجه إلیهم.

ثمّ تقول: کان ذلک فی حال هو (ثانی اثنین ).

وهذا التعبیر إشارة إلى أنّه لم یکن معه فی هذا السفر الشاق إلاّ رجل واحد، وهو أبو بکر (إذ هما فی الغار ) أی غار ثور، فاضطرب أبو بکر وحزن فأخذ النّبی (صلى الله علیه وآله) یسرّی عنه، وکما تقول الآیة: (إذ یقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا فأنزل الله سکینته علیه وأیّده بجنود لم تروها ).

ولعل هذه الجنود الغیبیّة هی الملائکة التی حفظت النّبی (صلى الله علیه وآله) فی سفره الشاق المخیف، أو الملائکة التی نصرته فی معرکتی بدر وحنین وأضرابهما.

(وجعل کلمة الذین کفروا السّفلى وکلمة الله هی العلیا ).

وهی إشارة إلى أنّ مؤامراتهم قد باءت بالخیبة والفشل وحبطت أعمالهم وآراؤهم، وشعّ نور الله فی کل مکان، وکان الإنتصار فی کل موطن حلیف محمّد (صلى الله علیه وآله)، ولم لا یکون الأمر کذلک (والله عزیز حکیم )؟

فبعزته وقدرته نصر نبیّه، وبحکمته أرشده سبل الخیر والتوفیق والنجاح.


1. فی هذه الجملة حذف من الناحیة الأدبیة، وکانت الجملة فی الأصل: إن لا تنصروه ینصره الله، لأنّ الفعل الماضی الذی یدل (مفهومه) على وقوعه فی الماضی أیضاً، لا یمکن أن یقع جزاءً للشرط إلاّ أنّ یکون الفعل الماضی بمعنى المضارع.
سورة التّوبة / الآیة 40قصّة صاحب النّبی فی الغار:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma