9ـ الإنتظار وآثاره البنّاءة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
8ـ الرّوایات الإسلامیة فی المهدی «عجّل الله فرجه الشّریف» 10ـ مفهوم الإنتظار!

کان الکلام فی البحث السابق أن هذا الإعتقاد لم یکن ممّا طرأ على التعالیم الإسلامیة، بل هو من أکثر المباحث القطعیة المأخوذة عن مؤسس دعائم الإسلام صلوات الله علیه، ویتفق على ذلک عموم الفرق الإسلامیة، والأحادیث فی هذا الشأن متواترة أیضاً.

والآن لنقف على آثار الإنتظار فی المجتمعات الإسلامیة وما هی علیه من أحوال، لنرى هل أنّ الإیمان بظهور الإمام المهدی (علیه السلام) یجعل الإنسان غارقاً فی الوهم والخیال ثمّ لیستسلم لجمیع الظروف، أو هو نوع من الدّعوة إلى النهوض وبناء الإنسان والمجتمع؟!

هل یدعو إلى التحرک، أم إلى الرکود؟

هل یبعث فی الانسان روح المسؤولیة، أم هو مدعاة للفرار منها؟

وأخیراً: أهو مخدّر، أم موقظ؟

إلاّ أنّه قبل أن نوضح الإجابة على هذه الأسئلة ـ لابدّ من الإلتفات إلى هذه الملاحظة وهی أنّ أسمى المفاهیم وأکرم الدساتیر متى ما وقعت فی أیدی أناس جهلة أو غیر جدیرین بها، فمن الممکن أن تُمسخ بسوء استفادتهم فتکون النتیجة خلافاً للهدف الأصلی تماماً وتتعاکس فی المسار، ومثل هذا واقع بکثرة، وسنرى أنّ مسألة إنتظار المهدی (علیه السلام) من هذه المسائل أیضاً.

ومن أجل تحاشی الأخطاء والإشتباهات فی مثل هذه المباحث، ینبغی ـ کما قیل ـ أن ننهل الماء من معینه العذب، لئلانجد فیه کدر الأنهار أو السواقی المشوبة. أی علینا أن نراجع النصوص الإسلامیة الأصیلة مباشرة وأن نفهم الإنتظار من لسان روایاتها المختلفة، حتى نطّلع على الهدف الأصلیّ منها!

الرّوایات الشّریفة فی هذا الباب:

سأل بعضهم الإمام الصّادق (علیه السلام): ما تقول فی رجل موال للأئمّة (علیهم السلام) وینتظر ظهور حکومة الحق، ثمّ یموت وهو على هذه الحال؟!

فقال الإمام الصادق (علیه السلام): هو بمنزلة من کان مع القائم فی فسطاطه. ثمّ سکت هنیئة، ثمّ قال: هو کمن کان مع رسول الله (صلى الله علیه وآله) (1) .

وهذا المضمون نفسه ورد فی روایات متعددة بتعابیر مختلفة:

إذ جاء فی بعضها: بمنزلة الضارب بسیفه فی سبیل الله.

وفی بعضها: کمن قارع مع رسول الله بسیفه.

وفی بعضها: بمنزلة من کان قاعداً تحت لواء القائم.

وفی بعضها: بمنزلة المجاهدین بین یدی رسول الله.

وفی بعضها: بمنزلة من استشهد مع رسول الله.

فهذه التشبیهات السبعة فی الرّوایات الست المذکورة آنفاً فی شأن المهدی (علیه السلام)، تبیّن هذه الواقعیة وهی أنّ هناک علاقة وإرتباط بین مسألة الإنتظار من جانب، وجهاد العدوّ فی أشدّ أشکاله من جانب آخر «فتأملوا بدقّة».

کما ورد فی روایات متعددة أن إنتظار مثل هذه الحکومة الحقة من أفضل العبادات، وهذا المضمون ورد فی بعض أحادیث النّبی (صلى الله علیه وآله) وکلام الإمام أمیرالمؤمنین علی (علیه السلام).

فقد ورد عن النّبی (صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «أفضل أعمال اُمّتی إنتظار الفرج من الله عزّوجلّ». (2)

وقال (صلى الله علیه وآله) فی حدیث آخر: «أفضل العبادة إنتظار الفرج». (3)

وهذان الحدیثان یشیران إلى إنتظار الفرج، سواء الفرج بمفهومه الواسع العام أو بمفهومه الخاص أی انتظار ظهور المصلح ویبیّنان أهمیة الإنتظار بجلاء أیضاً.

ومثل هذه التعابیر تعنی أنّ الإنتظار معناه الثوریة المقرونة بالتهیؤ للجهاد، فلابدّ أن نتصوّر هذا المعنى لنفهم المراد من الإنتظار، ثمّ نحصل على النتیجة المتوخاة.


1. بحارالانوار، ج 52، ص 125; محاسن للبرقی، ج 1، ص 173.
2. بحارالانوار، ج 50، ص 318; عیون اخبار الرضا، ج 2، ص 36.
3. بحارالانوار، ج 52، ص 125.
8ـ الرّوایات الإسلامیة فی المهدی «عجّل الله فرجه الشّریف» 10ـ مفهوم الإنتظار!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma