4ـ ما هو معنى (قاتلهم الله )؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
3ـ اقتباس هذه الخرافات 5ـ المراد بـ «الهدى ودین الحقّ»

جملة (قاتلهم اللّه) وإن کان معناها فی الأصل أنّ الله مقاتلٌ إیّاهم وما إلى ذلک، لکن کما یقول الطبرسی فی مجمع البیان نقلا عن ابن عباس، إنّ هذه الجملة کنایة عن اللعنة أی إنّ الله أبعدهم عن رحمته، فهو دعاء علیهم. (1)

وفی الآیة التالیة إشارة إلى شرکهم العملی فی قبال الشرک الإعتقادی، أو بعبارة اُخرى إشارة إلى شرکهم فی العبادة، إذ تقول الآیة: (اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسیح ابن مریم ).

«الأحبار» جمع حبر، ومعناه العالم، و«الرهبان» جمع راهب وتطلق على من ترک دنیاه وسکن الدیر وأکبّ على العبادة.

وممّا لا شک فیه أنّ الیهود والنصارى لم یسجدوا لأحبارهم ورهبانهم، ولم یصلوا ولم یصوموا لهم، ولم یعبدوهم أبداً، لکن لما کانوا منقادین لهم بالطاعة دون قید أو شرط، بحیث کانوا یعتقدون بوجوب تنفیذ حتى الأحکام المخالفة لحکم الله من قبلهم، فالقرآن عبّر عن هذا التقلید الأعمى بالعبادة.

وهذا المعنى واردٌ فی روایة عن الإمامین الباقر والصادق (علیهما السلام) إذ قالا: «أما والله ما صاموا لهم ولا صلّوا، ولکنّهم أحلّوا لهم حراماً وحرّموا علیهم حلالا، فاتبعوهم وعبدوهم من حیث لا یشعرون». (2)

وفی حدیث آخر، أنّ عدیّ بن حاتم قال: وفدت على رسول الله (صلى الله علیه وآله) وکان فی رقبتی صلیب من الذّهب، فقال لی (صلى الله علیه وآله): یا عدی ألق هذا الصنم عن رقبتک، ففعلت ذلک، ثمّ دنوت منه فسمعته یتلو الآیة (اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً ) فلمّا أتم الآیة قلت له: نحن لا نتّخذ أئمتنا أرباباً أبداً، فقال: «ألم یحرموا حلال الله ویحلّوا حرامه فتتبعوهم؟ فقلتُ: بلى، فقال: فهذه عبادتهم». (3)

والدلیل على هذا الموضوع واضح، لأنّ التقنین خاص بالله، ولیس لأحد سواه أن یحل أو یحرم للناس، أو یجعل قانوناً، والشیء الوحید الذی یستطیع الإنسان أن یفعله هو اکتشاف قوانین الله وتطبیقها على مصادیقها.

فبناءً على ذلک لو أقدم أحد على وضع قانون یخالف قانون الله، وقبله إنسان آخر دون قید أو اعتراض او استفسار فقد عبد غیرالله، وهذا بنفسه نوع من أنواع الشرک العملی، وبتعبیر آخر: هو عبادة غیرالله.

ویظهر من القرائن أنّ الیهود والنصارى یرون مثل هذا الاختیار لزعمائهم، بحیث لهم أن یغیّروا ما یرونه صالحاً بحسب نظرهم، وما یزال بعض المسیحیین یطلب العفو من القسیس فیقول له القسّ، عفوت عنک! وکان ـ منذ زمن ـ موضوع صکوک الغفران رائجاً.

وهناک لطیفة اُخرى ینبغی الإلتفات إلیها، وهی أنّه لما کانت عبادة المسیحیین لرهبانهم تختلف عن عبادة الیهود لأحبارهم، فالمسیحیون یرون المسیح ابن الله واقعاً والیهود یطیعون أحبارهم دون قید أو شرط، لذا فإنّ الآیة أشارت إلى عبادة کل منهما، فقالت: (اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ).

ثمّ فصلت المسیح على حدة فقالت: (والمسیح ابن مریم ).

وهذا التعبیر یدلّ على منتهى الدقة فی القرآن.

وفی ختام الآیة تأکید على هذه المسألة، وهی أنّ جمیع هذه العبادات للبشر بدعة، وهی من العبادات الموضوعة (وما أمروا إلاّ لیعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلاّ هو سبحانه عمّا یشرکون ).

درس تعلیمی: إنّ القرآن المجید یعلّم أتباعه فی الآیة ـ محل البحث ـ درساً قیّماً جدّاً، ویبیّن واحداً من أبرز مفاهیم التوحید فیها، إذ یقول: لا یحقُّ لأیّ مسلم طاعةُ إنسان آخر دون قید أو شرط، لأنّ هذا الأمر مساو لعبادته، وجمیع الطاعات یجب أن تکون فی إطار طاعة الله، وإنّما یصح إتّباع الإنسان نظیره متى کانت قوانینه غیر مخالفة لقوانین الله، أیّاً کان ذلک الإنسان وفی أیّة مکانة أو منزلة. لأنّ الطاعة بلا قید أو شرط مساویة للعبادة، أو هی شکل من أشکال الشرک والعبودیة، إلاّ أنّه  یا للأسف ـ بُلی المسلمون ـ لبُعد المسافة الزمنیة ـ بالإبتعاد عن تعالیم هذا الدستور الإسلامی المهم، وإقامة الأصنام البشریة، فتفرقوا وتغلب علیهم المستعمرون والمستثمرون، وإذا لم تتکسر هذه الأصنام البشریة فلا ینبغی أن ننتظر زوال هذه البلایا وسدّ الثغرات.

وأساساً فإنّ هذا النوع من الشرک أو العبادة الوثنیة أخطر بکثیر من عبادة الأصنام والأحجار فی زمان الجاهلیة، والسجود لها، لأنّ تلک الأصنام والأحجار لیس فیها روح حتى تستعمر عبدتها، إلاّ أنّ الأصنام البشریة وبسبب غرورهم وعدوانهم یجرّون أتباعهم إلى الوبال والذلة والشقاء والإنحطاط.

وفی الآیة الثّالثة من الآیات محل البحث تشبیه طریف لسعی الیهود والنصارى، أو سعی جمیع مخالفی الإسلام حتى المشرکین، وجدّهم واجتهادهم المستمر «العقیم» الذی لا یعود علیهم بالنفع أبداً، إذ تقول الآیة: (یریدون أن یطفئوا نور الله بأفواههم ویأبى الله إلاّ أن یُتمّ نورَهُ ولو کره الکافرون ).

شُبِّه الدین ـ دین الله ـ فی هذه الآیة وفی القرآن وتعالیم الإسلام بالنور، ونحن نعرف أنّ النور أساس الحیاة والحرکة والنمو والعمران على الأرض ومنشأ کل جمال.

والإسلام دین یحرّک کل مجتمع إنسانی نحو التکامل، وهو أساس کل خیر وبرکة.

کما شُبّه اجتهاد الکافر بالنفخ بالأفواه وکم هو مثیر للضحک أن یحاول الإنسان إطفاء نور عظیم کنور الشمس بنفخة؟ ولا تعبیر أبلغ من تعبیر القرآن لتجسید هذه المحاولات الیائسة، وفی الواقع فإنّ محاولات مخلوق ضعیف إزاء قدرة الله التی لا نهایة لها، لا تکون أحسن حالا ممّا ذکرته الآیة.

ورد موضوع محاولة إطفاء نورالله فی القرآن فی موردین: أحدهما فی الآیة محل البحث، والآخر فی الآیة 8 من سورة الصف، وفی الآیتین انتقاد للکفار ومحاولات أعداء الله الیائسة، إلاّ أنّ بین تعبیری الایتین تفاوتاً یسیراً، إذ جاء التعبیر فی الآیة محل البحث (یریدون أن یطفئوا ) إلاّ أنّ الآیة 8 من سورة الصف جاء فیها التعبیر (یریدون لیطفئوا ).

وممّا لا شک فیه أنّ هذا التفاوت أو الاختلاف الیسیر فی التعبیر القرآنی لغایة بلاغیة.

یقول الراغب فی مفرداته موضحاً الفرق بین (أن یطفئوا ) و (لیطفئوا ): إنّ الآیة الاُولى تشیر إلى محاولة إطفاء نور الله بدون مقدمات، أمّا الآیة الاُخرى فتشیر إلى محاولة إطفائه بالتوسل بالأسباب والمقدمات، فالقرآن یرید أن یقول: سواء توسّلوا بالأسباب أم لم یتوسلوا فلن یفلحوا أبداً، وعاقبتهم الهزیمة والخسران.

کلمة «یأبى» مأخوذة من الإباء، ومعناه شدة الإمتناع وعدم المطاوعة، وهذا التعبیر یثبت إرادة الله ومشیئته الحتمیة لإکمال دینه وإزدهاره کما أنّ التعبیر مدعاة لإطمئنان جمیع المسلمین، إن کانوا مسلمین حقّاً! أنّ مستقبل دینهم لابأس علیه، بل هو مؤید بأمرالله.

الآیة الأخیرة من الآیات ـ محل البحث ـ فی نهایة المطاف تزف البُشرى للمسلمین باستیعاب الإسلام العالم بأسره، وتکمل ما أشارت إلیه ـ آنفاً ـ أنّ أعداء الإسلام لن یفلحوا فی محاولاتهم ومناوآتهم بوجه الإسلام أبداً، وتقول بصراحة: (هو الذی أرسَل رسولَه بالهدى ودین الحقّ لیظهره على الدین کلّه ولو کره المشرکون ).

والمقصود من الهدى هو الدلائل الواضحة، والبراهین اللائحة الجلیّة التی وُجِدَتْ فی الدین الإسلامی.

وأمّا المراد من دین الحق، فهو هذا الدین الذی اُصوله حقّة وفروعه حقّة أیضاً، وکل ما فیه من تاریخ وبراهین ونتائج حق، ولا شک أنّ الدین الذی محتواه حق، ودلائله وبراهینه حقّة، وتأریخه حق جلی، لابدّ أن یظهر على جمیع الأدیان.

وبمرور الزمان وتقدم العلم وسهولة الإرتباطات، فإن الواقع سیکشف وجهه ویطلعه من وراء سُدُلِ الإعلام المضللة، وستزول کل العقبات والموانع والسدود التی وضعت فی طریق انتشار الإسلام.

وهکذا فإنّ دین الحق سیستوعب کل مکان، ولا یحول بینه وبین تقدمه شیء أبداً، لأنّ الحرکات المضادة للإسلام حرکات مخالفة لسیر التاریخ وسنن الخلق.


1. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث; بحارالانوار، ج 3، ص 61.
2. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث; وتفسیر نورالثقلین، ج 2، ص 209.
3. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث.
3ـ اقتباس هذه الخرافات 5ـ المراد بـ «الهدى ودین الحقّ»
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma