إن ما ینبغی على المسلمین أن یعتبروا به ویلزمهم أن یأخذوا منه درساً بلیغاً، هو أن ینظروا إلى الحوادث التی هی على شاکلة حادثة حنین، فلا یغتروا بکثرة العَدَد أو العُدد، فالکثرة وحدها لا تغنی شیئاً، بل المهم فی الأمر وجود المؤمنین الراسخین فی الإیمان، ذوی الإرادة والتصمیم، حتى لو کانوا قلةً.
کما أنّ طائفة قلیلة استطاعت أن تغیر هزیمة حنین إلى إنتصار على العدو وکانت الکثیرة بادیء الأمر سبب الهزیمة، لأنّها لم تنصهر بالإیمان تماماً.
فالمهم أن یتوفر فی مثل هذه الحوادث أناس مؤمنون ذوو استقامة وتضحیة، لتکون قلوبهم مرکزاً للسکینة الإلهیّة، ولیکونوا کالجبال الراسخة بوجه الأعاصیر المدمرة.