1 ـ هل یصحّ إلغاء المعاهدة من جانب واحد؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
إلغاء عهود المشرکین: 2 ـ متى بدأت الأشهر الأربعة؟

نحن نعرف أنّ الإسلام أولى أهمّیة قصوى للوفاء بالعهد والالتزام بالمواثیق حتى مع الکفار والمشرکین، وهنا ینقدح سؤال وهو: کیف أمر القرآن بإلغاء العهود التی کانت بین المسلمین والمشرکین من جانب واحد؟!

ویتّضح الجواب بملاحظة الاُمور التالیة:

أوّلا: کما صرّح فی الآیتین 7 و8 من هذه السورة فإنّ إلغاء هذا العهد لم یکن دون أیة مقدمة، بل هناک قرائن ودلائل ظهرت من جانب المشرکین تدلّ على نقضهم عهدهم، وأنّهم کانوا على استعداد ـ فی ما لو استطاعوا ـ أن یوجهوا ضربةً قاضیة للمسلمین دون أدنى اعتناء بعهودهم التی عاهدوها، ومن المنطقی أنّه إذا رأى الإنسان عدوّه یتربص به ویستعد لنقض عهده، ولدیه قرائن على ذلک وعلائم واضحة أن ینهض لمواجهته قبل أن یستغفله ویعلن إلغاء عهده ویردّ علیه بما یستحق.

ثانیاً: ما المانع من إلغاء العهود والمواثیق التی تُفرض فی ظروف استثنائیة على بعض الاُمم والشعوب ـ فیضطرون مکرهین على قبولهما والرضا بها ـ من جانب واحد إذا حصلوا على القدرة الکافیة لإلغائها.

وعبادة الأصنام لیست عقیدةً ولا فکراً، بل هی خرافة ووهم باطل خطر، فیجب القضاء علیها وإزالتها من المجتمع الإنسانی، فإذا کانت قوة عَبَدة الأصنام وقدرتهم بالغة فی الجزیرة العربیة، وکان النّبی (صلى الله علیه وآله) مجبوراً على معاهدتهم ومصالحتهم، فإنّ ذلک لا یعنی أنّه لا یحق له إلغاء ـ معاهدته إذا ما قویت شوکته ـ وأن یبقى على عهده الذی یخالف العقل والمنطق والدرایة.

وهذا یشبه تماماً ظهور مصلح کبیر ـ مثلا ـ بین عبدة البقر، فیقوم بعمل إعلامی کبیر، وحین یواجه ضغوطاً شدیدة یضطر إلى عقد هدنة بینهم وعندما یجتمع له أتباع بقدر کاف ینتفض لإزالة هذه الخرافة، والأفکار المنحطة، ویلغی معاهدته.

ولهذا نلحظ أنّ هذا الحکم مختص بالمشرکین، أمّا أهل الکتاب وسائر الأقوام الذین کانوا فی أطراف الجزیرة العربیة من الذین کانَ بینهم وبین النّبی نوع من المواثیق والمعاهدات، فقد بقیت على حالها ولم یلغ النّبی (صلى الله علیه وآله) مواثیقهم وعهودهم حتى وفاته.

أضف إلى ذلک أن إلغاء عهود المشرکین لم یکن قد حدث بصورة مفاجئة، بل أمهلوا مدّة أربعة أشهر، واُعلن هذا القرار فی الملأ العام، وفی اجتماع الحاج یوم عید الأضحى، وفی البیت الحرام، لتکون لهم الفرصة الکافیة للتفکیر، ولتحدید الموقف، لعلهم یرجعون عن تلک الخرافة التی کانت أساس تفرقتهم وتشتتهم وجهلهم، ویرتدعون عن خیانتهم. والله سبحانه لم یرض لهم أن یکونوا غافلین عن هذا القرار، فلم یسلبهم فرصة التفّکر، فإنّ لم یُسلموا فقد کانت لهم الفرصة الکافیة للإستعداد للمواجهة القتالیة والحرب، لئلا تکون المواجهة غیر متکافئة الطرفین.

فلو لم یکن النّبی (صلى الله علیه وآله) لیرعى الاُصول الإنسانیة والأخلاقیة لما کان أمهلهم مدّة أربعة أشهر، والفرصة الکافیة لأن توقظهم من نومتهم; أو یستعدوا لتهیئة القوّة القتالیة المناسبة لمواجهة المسلمین ومحاربتهم إیّاهم بها.

أجل، لو لم یکن النّبی (صلى الله علیه وآله) کذلک لما أمهلهم ولحاربهم من یوم إلغاء المعاهدة!

ومن هنا فإنّنا نجد الکثیر من اُولئک المشرکین ـ عبدة الأصنام ـ راجعوا أنفسهم وفکروا ملیّاً فی التعالیم الإسلامیة حتى ثابوا إلى رشدهم واعتنقوا الإسلام.

إلغاء عهود المشرکین: 2 ـ متى بدأت الأشهر الأربعة؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma