بحثان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
الإستعداد للصّلح: سورة الأنفال / الآیة 65 ـ 66

قال بعض المفسّرین: إنّ الآیة محل البحث تشیر إلى الخلافات بین الأوس والخزرج، الذین هم من الأنصار فحسب، ولکن نظراً إلى أنّ المهاجرین والأنصار نهضوا جمیعاً لنصرة النبیّ فیتّضح اتساع مفهوم الآیة.

ولعل اُولئک کانوا یتصورون أنّ الخلافات کانت قائمة بین الأوس والخزرج دون غیرهم، مع أنّ الاختلافات کانت کثیرة فی المستویات الطبقیة والاجتماعیة بین الفقراء والأغنیاء، والکبار والصغار، بین هذه القبیلة وتلک، تلک الخلافات و«الإنشقاقات» أزالها الإسلام ومحا آثارها، کما یقول القرآن الکریم فی مکان آخر: (واذکروا نعمت الله علیکم إذ کنتم أعداءً فألّف بین قلوبکم فأصبحتم بنعمته إخواناً ) (1) .

2 إنّ هذا القانون لا یختص بالمسلمین الأوائل فحسب، فالیوم حیث یبسط الإسلام ظلاله على ثمانمائة ملیون مسلم فی أنحاء العالم، وهم من مختلف العناصر والأقوام المتباعدة والمجتمعات المتنوعة. إذ لا یمکن إیجاد أیة حلقة اتصال بین کل هؤلاء سوى حلقة الإیمان والتوحید، فإنّ الأموال والثروات والمؤتمرات لا یمکنها أن تفعل شیئاً مهماً فی هذا المجال، بل ما یمکن أن یوحدهم هو إیقاد شعلة الإیمان أکثر فی قلوب هؤلاء کما حصل عند المسلمین الأوائل، لأنّ النصر لا یتحقق إلاّ عن هذا الطریق، وهو طریق الأخوة الإسلامیة بین جمیع الناس.

وتخاطب الآیة الأخیرة من الآیات محل البحث النّبی بالقول: (یا أیّها النّبىّ حسبک الله ومن اتبعک من المؤمنین ).

ونقل بعض المفسّرین أنّ هذه الآیة الکریمة نزلت عندما قالت جماعة من یهود بنی قریظة وبنی النضیر للنّبی (صلى الله علیه وآله) : نحن نسلم ونتبعک، یعنی إنّنا مستعدون لاتباعک ونصرتک، فنزلت هذه الآیة محذرةً النّبی لئلا یعتمد على هؤلاء، بل المعول علیه هو الله والمؤمنون (2) .

وقد أورد الحافظ أبو نعیم ـ وهو من أکابر علماء السنة ـ فی کتابه فضائل الصحابة، بسنده، أنّ هذه الآیة نزلت فی حق علی أمیرالمؤمنین، فالمقصود بالمؤمنین هو علی (علیه السلام) (3) .

وقد قلنا مراراً: إنّ مثل هذه التفاسیر وأسباب النّزول لا تجعل الآیات محدودة ومنحصرةً، بل المقصود فیها هو أنّ شخصاً کعلی بن أبی طالب (علیه السلام) الذی کان فی أوّل صفوف المؤمنین هو السند الأوّل للنّبی بعد الله من بین المسلمین، مع أنّ بقیة المؤمنین هم أنصار النّبی (صلى الله علیه وآله) وأعوانه.


1. آل عمران، 103.
2. تفسیر التبیان، ج 5، ص 152.
3. الغدیر، ج 2، ص 51.
الإستعداد للصّلح: سورة الأنفال / الآیة 65 ـ 66
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma