بالرّغم من أنّ المفسّرین احتملوا فی هذه الطائفة الذین (لا تعلمونهم ) إحتمالات کثیرة، فقال بعضهم: إنّهم یهود المدینة الذین کانوا یضمرون عداءهم، وقال آخرون: إنّها إشارة إلى الأعداء مستقبلا، کدولة الروم والفرس اللتین لم یحتمل المسلمون یومئذ أنّهم سیکونون فی حرب معهما أو یقع القتال بینهما وبینهم.
إلاّ أنّ الأصح ـ کما نراه ـ هو أن المراد منها هم المنافقون الذین دخلوا فی صفوف المسلمین دون أن یعلموهم، فإذا قوی جیش الإسلام فإنّ اُولئک سیقعون فی حیرة واضطراب ویرحلون، والشاهد على هذه الموضوع هو الآیة 101 من سورة التّوبة إذ تقول: (ومن أهل المدینة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ).
ویحتمل أن مفهوم الآیة یشمل جمیع أعداء الاسلام غیر المعروفین أعم من المنافقین وغیرهم.