بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
المزید من التعبئة العسکریة والهدف منها: الهدف من تهیئة السلاح وزیادة التعبئة العسکریة:

فی الجملة القصیرة ـ آنفة الذکر ـ بیان لأصل مهم فی الجهاد وحفظ وجود المسلمین وما لدیهم من مجد وعظمة وفخر، والتعبیر فی الآیة واسع إلى درجة أنّه ینطبق على کل عصر ومصر تماماً.

وکلمة «قوّة» وإن قصرت لفظاً، إلاّ أنّها ذات معنى وسیع ومغزى عمیق، فهی لا تختص بأجهزة الحرب والأسلحة الحدیثة لکل عصر فحسب، بل تتسع لتشمل کلّ أنواع القوى والقدرات التی یکون لها أثراً ما فی الإنتصار على الأعداء، سواء من الناحیة المادیة أو الناحیة المعنویة.

فالذین یرون أنّ السبیل الوحید للإنتصار على الأعداء هو کمیة السلاح، هم على خطأ کبیر، لأنّنا شاهدنا فی عصرنا الحاضر شعوباً قلیلة العدد وأسلحتها غیر متطورة انتصرت على شعوب أقوى وذات أسلحة حدیثة متطورة، کما حصل للشعب الجزائری المسلم فی مواجهة الدولة الفرنسیة القویة!

فبناءً على ذلک، ومضافاً إلى ضرورة تحصیل الاسلحة المتطورة فی کل زمان بعنوان وظیفة إسلامیة حتمیة ـ تجب تقویة عزائم الجنود ومعنویاتهم للحصول على قوّة أکبر وأهمّ.

ولا ینبغی الغفلة عن بقیة القوى والقدرات الاقتصادیة والثقافیة والسیاسیة، والتی تندرج تحت عنوان «القوّة» ولها تأثیر بالغ على الأعداء.

وممّا یسترعی النظر أنّ الرّوایات الإسلامیة ذکرت لنا تفاسیر مختلفة فی شأن «القوّة» ومعناها، وذلک یکشف عن مفهومها الواسع، ففی بعض الرّوایات نجد أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) بیّن أنّ المراد من القوّة هو «النّبل» (1) .

ونقرأ فی روایة اُخرى ـ وردت فی تفسیر علی بن إبراهیم ـ أن المقصود من القوة هو کل أنواع السلاح. (2)

کما نقرأ فی تفسیر العیاشی أنّ المراد منه السیف والدرع (3) .

ونجد روایةً اُخرى فی کتاب من لا یحضره الفقیه تقول: «منه الخضاب بالسواد» (4) .

فترى أنّ الإسلام قد أولى لون شعر المقاتلین من کبار السن اهتماماً لیستعملوا الخضاب، فیراهم العدوّ فی عمر الشباب فیصاب بالرعب منهم، ویکشف هذا الأمر عن مدى سعة مفهوم القوّة.

وبناءً على ذلک، فمن فسّر القوّة بمصداق واحد محدود قد جانَب الصواب جدّاً.

ولکن مع الاسف، فإنّ المسلمین على الرغم ممّا لدیهم من مثل هذا التعلیم الصریح، لا نجد فیهم أثراً لتقویة العزائم والمعنویات بین صفوفهم، کأنّهم قد نسوا کل شیء، ولا هم یستغلّون قواهم الاقتصادیة والثقافیة والعسکریة والسیاسیة لمواجهة عدوّهم.

والأعجب من ذلک أنّنا مع إهمالنا هذا الأمر العظیم وترکه وراء ظهورنا نزعم أنّنا مازلنا مسلمین!! ونلقی تبعة تأخرنا وإنحطاطنا على رقبة الإسلام، ونقول: إذا کان الإسلام داعیة ترقٍّ وتقدم، فلم نحن المسلمون فی تأخر وتخلف؟!

ونحن نعتقد أنّ هذا الشعار الإسلامی الکبیر: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ) إذا أضحى شعاراً شاملا فی کل مکان، ینادی به الصغیر والکبیر، والعالم وغیر العالم، والمؤلف والخطیب، والجندی والضابط، والفلاح والتاجر، والتزموا به فی حیاتهم وطبقوه، کان کافیاً لجبران التخلفّ والتأخر.

إنّ سیرة النّبی (صلى الله علیه وآله) العملیة وأئمّة الإسلام تدل على أنّهم لم یدخروا وسعاً، واستغلوا کل فرصة لمواجهة العدوّ، کإعداد الجنود وتهیئة السلاح، وشد الأزر ورفع المعنویات، وبناء معسکرات التدریب، واختیار الزمان المناسب للهجوم، والعمل على استعمال مختلف الأسالیب الحربیة، ولم یترکوا أیة صغیرة ولا کبیرة فی ذلک.

والمعروف أنّ النّبی بلغه أن سلاحاً جدیداً مؤثراً صنع فی الیمن أیّام معرکة حنین، فأرسل النّبی جماعة إلى الیمن لشرائه فوراً.

ونقرأ فی أخبار معرکة أحد أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) ردّ على شعار المشرکین «اُعلُ هبل، اعلُ هبل» (5) بشعار أقوى منه وهو «الله أعلى وأجل» ورد على شعارهم: «إنّ لنا العزى ولا عزى لکم»، (6) بقوله: «الله مولانا ولا مولى لکم»، وهذا الأمر یدلّ على أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) والمسلمین ـ کذلک ـ لم یغفلوا عن اختیار أقوى الشعارات فی مواجهة الأعداء والردّ على عقائدهم وشعاراتهم.

ومن التعالیم الإسلامیة المهمّة فی هذا الصدد موضوع سباق الخیل والرمایة، وما جوّزه الفقه فیهما من الربح والخسارة، فهو مثل آخر على تفکیر الإسلام العمیق إلى جانب الإستعداد لمواجهة الأعداء وحثّ المسلمین على ذلک.

2 واللطیفة المهمّة الاُخرى التی نستنتجها من الآیة آنفة الذکر هو عالمیة وخلود هذا الدین الإلهی، لأنّ مفاهیم هذا الدین ومضامینه ذات أبعاد واسعة لا تَخْلَقُ على مرور الزمان ولا تغدو بالیةً أو منسوخة برغم القدم، فجملة (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ) کان لها مفهوم حی قبل أکثر من ألف عام، کما هی الحال الیوم، وسیبقى مفهومها حیاً إلى عشرات الآلاف من السنین الاُخرى لأنّ أی سلاح یظهر فی المستقبل فهو کامن فی کلمة «القوّة» الجامعة، إذ إنّ جملة «ما استعطتم» عامّة، وکلمة «قوّة» نکرة تؤید عمومیة تلک الجملة لتشمل کل قوّة.

3 ویرد هنا سؤال وهو: لماذا وردت عبارة «رباط الخیل» بعد کلمة «قوّة» بمالها من المفهوم الواسع؟

 

وجواب هذا السؤال هو: أنّ الآیة بالرغم من أنّها تتضمن قانوناً شاملا لکل عصر وزمان، فهی فی الوقت ذاته تحمل تعلیماً مهماً خاصاً بعصر النّبی، الذی هو عصر نزول القرآن، وفی الحقیقة إن هذا المفهوم العام جاء بمثال واضح لذلک العصر، لأنّ الخیل کانت فی ذلک الزمن من أهم وسائل الحرب، فهی وسیلة مهمّة عند المقاتلین الشجعان والأبطال فی هجومهم وقتالهم السریع، وأهمیتها تشبه أهمّیة الطائرات والدبابات فی العصر الحاضر.


1. تفسیر نورالثقلین، ج 2، ص 164 ـ 165.
2. المصدر السابق.
3. تفسیر نورالثقلین، ج 2، ص 164 ـ 165.
4. المصدر السّابق.
5. بحارالانوار، ج 20، ص 23، 44 و56.
6. بحارالانوار، ج 2، ص 23 و44.
المزید من التعبئة العسکریة والهدف منها: الهدف من تهیئة السلاح وزیادة التعبئة العسکریة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma