تشیر أوّل آیة هنا ـ وتواصلاً مع الحدیث فی الآیات المتقدمة عن الجهاد ـ إلى أصل مهم یجب على المسلمین التمسک به فی کل عصر ومصر، وهو لزوم الإستعداد العسکری لمواجهة الأعداء، فتقول: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ).
أی لا تنتظروا حتى یهجم العدوّ فتستعدوا عندئذ لمواجهته، بل یجب أن تکون لدیکم القدرة والإستعداد اللازم لمواجهة هجمات الأعداء المحتملة.
وتضیف الآیة قائلةً: (ومن رباط الخیل ).
«الرّباط» بمعنى شدّ الشیء، ویرد هذا الاستعمال کثیراً بمعنى ربط الحیوان فی مکان ما لرعایته والمحافظة علیه، وقد جاء هذا اللفظ هنا بما یناسب ذلک بمعنى الحفظ والمراقبة بصورة عامّة.
و«المرابطة» تعنی حفظ الحدود، وتأتی کذلک بمعنى الرقابة على شیء آخر، ویطلق على مکان شدّ وثاق الحیوان بـ «الرباط» ولذلک سمّت العرب أماکن نزول المجاهدین رباطاً أیضاً.