التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة الأنفال / الآیة 38 ـ 40 الهدف من الجهاد وبُشرى کریمة:

من المعلوم فی اُسلوب القرآن هو الجمع بین البشارة والإنذار، أی أنّه کما ینذر أعداء الحق بالعقاب والعذاب، فإنّه یفتح لهم فی الوقت نفسه طریق العودة أمامهم.

والآیة الاُولى: من الآیات محل البحث تتبع هذا الاُسلوب ذاته، فتأمر النّبی (صلى الله علیه وآله)قائلةً: (قل للذین کفروا إن ینتهوا یغفر لهم ما قد سلف ).

ویستفاد من الآیة المبارکة أنّ قبول الإسلام یوجب محو کل سابقة وهو ما ورد فی الرّوایات على أنّه أصل عام، کما فی عبارة «الإسلام یجبُّ ماقبله» (1) أو ما جاء عن أهل السنّة فی تعبیر آخر عن النّبی (صلى الله علیه وآله) أن «الإسلام یهدم ما کان قبله، وإن الهجرة تهدم ما کان قبلها، وإن الحج یهدم ما کان قبله» (2) .

والمقصود من الحدیث آنفاً هو أنّ کل ما عمله الإنسان من سیئات وحتى ترکه للفرائض والواجبات قَبلَ إسلامه فسوف یُمحى عنه بقبوله الإسلام، ولا یکون قبوله للاسلام بأثر رجعی لما سبق، لهذا ورد فی کتب الفقه عدمُ وجوب قضاء ما فات من العبادات على من أسلم. وتضیف الآیة قائلة: إنّهم إن لم یصححوا أسلوبهم (وإن یعودوا فقد مضت سنّت الأوّلین ).

والمقصود من هذه السنّة هو ما آل إلیه أعداء الحق بعد ما واجهوا الأنبیاء، وما أصاب المشرکین عندما واجهوا النّبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) فی معرکة بدر.

فنحن نقرأ فی سورة غافر، الآیة: 51: (إنّا لننصر رسلنا والذین آمنوا فی الحیاة الدنیا ویوم یقوم الأشهاد ).

ونقرأ فی سورة الإسراء، الآیة 77: بعد بیان سحق أعداء الإسلام قوله تعالى: (سنّة من قد أرسلنا قبلک من رسلنا ولا تجد لسنّتنا تحویلا ).

ولمّا کانت الآیة السابقة قد دعت الأعداء للعودة إلى الحق، وإنّ هذه الدعوة قد تولّد هذه الفکرة لدى المسلمین وهی أنّه قد انتهت فترة الجهاد ولابدّ بعد الآن من اللین والتساهل، ترفعُ هذه الشبهة الآیة التالیة وتقول: (وقاتلوهم حتى لا تکون فتنة ویکون الدّین کلّه لله ).

وکلمة «الفتنة» ـ کما بیناها فی تفسیر الآیة 193 من سورة البقرة ـ ذات معنى واسع تشمل کل أنواع الضغوط، فتارة یستعملها القرآن بمعنى عبادة الأصنام والشرک الذی یشمل کل أنواع التحجر والجمود واضطهاد أفراد المجتمع.

وتطلق الفتنه أیضاً على الضغوط التی یفرضها الأعداء، للوقوف بوجه اتساع دعوة الإسلام، ولإسکات صوت أهل الحق، بل حتى إرجاع المؤمنین نحو الکفر.

وفی الآیة محل البحث فسر الفتنة بعضهم بمعنى الشرک، وفسّرها آخرون بأنّها تعنی سعی الأعداء لسلب الحریات الفکریة والاجتماعیة من المسلمین. ولکن الحقّ أنّ مفهومها واسع یشمل الشرک، بقرینة قوله: (ویکون الدّین کلّه لله ) ویشمل سائر ضغوط الأعداء على المسلمین.


1. مستدرک، ج 7، ص 448 و449.
2. صحیح مسلم، ج 1، ص 78.
سورة الأنفال / الآیة 38 ـ 40 الهدف من الجهاد وبُشرى کریمة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma