بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
التّفسیر سورة الأنفال / الآیة 38 ـ 40

یستفاد من الآیة محل البحث أنّ «هؤلاء» یحسّون بعدم جدوى أعمالهم حتى قبل غَلبهم وانهزامهم، وحیث إنّهم لا یرون نتیجة مثمرة لما أنفقوه من الأموال، فسیبتلون بالألم والحسرة، وهذا الأمر هو نوع من جزائهم الدنیوی وأحد عقوباتهم فیها.

أمّا الجزاء الآخر الذی ینالونه، فهو فشل خططهم ومناهجهم، لأنّ الذین یقاتلون وهم متعلقون بالأموال والثروة لا یستطیعون مواجهة المقاتلین من أجل المبدأ والأهداف المقدسة.

وقد برهنت الحوادث فی عصرنا هذا على أنّ الدول القویة التی تُغری مقاتلیها بالمال والرغبات المادیة، کثیراً ما تصاب بالخزی والإفتضاح والهزیمة بوجه الأمم المستضعفة التی تقاتل عن إیمان وعقیدة راسخة!...

وبالإضافة إلى هذین الجزاءین فهناک جزاء ثالث ینتظرهم یوم القیامة، وهو «الغضب الإلهی».

2 ما ذکرته الآیة محل البحث، نجد له أمثلةً فی عصرنا الحاضر، کقوى الإستکبار، واتباع الظلم والفساد، ودعاة المذاهب الخرافیة الباطلة، وباذلی الأموال الطائلة لتحقیق أهدافهم وتضلیل الناس وصدهم عن سبیل الحق، وهم یظهرون بأزیاء متعددة، فتارة فی صورة المساعدات المالیة ـ ظاهراً ـ کبناء المستشفیات، واُخرى فی صورة التعاون الثقافی، ومرّة فی ثوب المقاتلین المرتزقة.

لکن الهدف النهائی واحد والماهیة واحدة، فکل همّهم التوسعة الاستعماریة والظلم والجور، ولو وقف المؤمنون حقّاً صفاً بوجه هذه المحاولات کما وقف أصحاب بدر لأحبطوا جمیع هذه المحاولات ولباءت بالفشل، ولجعلوا هذا الإنفاق وبالا وحسرة على المستکبرین، ولساقوهم إلى جهنم وساءت مصیراً.

3 قال بعض المفسّرین: إنّ هذه الآیة واحدة من دلائل صدق دعوة النّبی محمّد (صلى الله علیه وآله)، لأنّها تخبر عن حوادث لم تکن وقعت بعد، وقد غُلب بها أعداء الإسلام، ومع أنّ اُولئک بذلوا أموالا طائلة لإنتصارهم!!

وإذا لم نعتبر الآیة من الأخبار بالمغیبات التی تتعلق بالحوادث المقبلة، فإنّها على الأقل تکشف عن محتوى القرآن الدقیق فی شأن المواجهة بین الحق والباطل، کما أنّها تکشف عن عظمة القرآن والتعالیم الإسلامیة.

وبعد أن تکلمت الآیة السابقة على ثلاث نتائج مشؤومة لإنفاق أعداء الإسلام، فإنّ الآیة التی تلیها تقول: (لیمیز الله الخبیث من الطیّب ).

هذه سنة إلّهیة دائمة أن یُعرف المخلص من غیر المخلص، والطاهر من غیر الطاهر، والمجاهد الصادق من الکاذب، والأعمال الطیبة من الأعمال الخبیثة، فلا یبقى أی من ذلک مجهولا أبداً، بل لابدّ فی النهایة من أن تمتاز الصفوف بعضها عن بعض ویسفر الحق عن وجهه. وهذا الأمر یتحقق ـ طبعاً ـ عندما یکون أتباع الحق ـ کاُولئک المسلمین الأوائل یوم بدر ـ فی مستوى کاف من التضحیة والوعی.

ثمّ تضیف الآیة (ویجعل الخبیث بعضه على بعض فیرکمه جمیعاً فیجعله فی جهنّم ).

فالخبیث من أیة طائفة وفی أی شکل کان سیؤول فی النهایة إلى الخسران، کما تقول الآیة فی نهایة المطاف (اُولئک هم الخاسرون ).

التّفسیر سورة الأنفال / الآیة 38 ـ 40
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma