بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
التّفسیر1ـ وثن اسمه «الأسلاف»

«البحیرة» هی النّاقة التی ولدت خمسة أبطن خامسها أنثى ـ وقیل ذکر ـ فیشقّون أذُنها، وتترک طلیقة ولا تذبح.

«البحیرة» من مادة «بحر» بمعنى الواسع العریض، ولهذا سمی البحر بحراً، وتسمیة الناقة بالبحیرة جاءت من شقّ أذنها شقّاً واسعاً عریضاً.

«السائبة» هی الناقة التی تکون قد ولدت اثنی عشر بطناً ـ وقیل عشرة أبطن ـ فیطلقونها سائبة ولا یمتطیها أحد، ولها أن ترعى حیثما تشاء وترد حیثما تشاء دون أن یعترضها أحد، وقد یحلبونها أحیاناً لإطعام الضیف، و«السائبة» من مادة «سیب» أی جریان الماء أو المشی بحرّیة.

«الوصیلة» هی الشاة التی ولدت سبعة أبطن ـ وقیل أنّها التی تلد التوائم ـ من مادة «وصل» وکانوا یحرّمون ذبحها.

«الحام» واللفظة اسم فاعل من مادة «حمى»، ویطلق على الفحل الذی یتخذ للتلقیح، فإذا استفید منه فی تلقیح الأناث عشر مرات وولدن منه، قالوا: لقد حمى ظهره، فلا یحقّ لأحد رکوبه، ومن معانی «الحمایة» المحافظة والحیلولة والمنع.

هناک احتمالات اُخرى وردت عند المفسّرین وفی الأحادیث بشأن تحدید هذه المصطلحات الأربعة، لکن القاسم المشترک بین کل هذه المعانی هو أنّها تدل جمیعاً على حیوانات قَدّمت خدمات کبیرة لأصحابها فی «النتاج» فکان هؤلاء یحترمونها ویطلقون سراحها لقاء ذلک.

صحیح أنّ عملهم هذا ضرب من العرفان بالجمیل ومظهر من مظاهر الشکر، حتى نحو الحیوانات، وهو بهذا جدیر بالتقدیر والإجلال، ولکنّه کان تکریماً لا معنى له لحیوانات لا تدرک ذلک.

کما کان ـ فضلا عن ذلک ـ مضیعة للمال وإتلافاً لنعم الله وتعطیلها عن الإستثمار النافع، ثمّ إنّ هذه الحیوانات، بسبب هذا الإحترام والتکریم، کانت تعانی من العذاب والجوع والعطش لأنّه قلّما یقدم أحد على تغذیتها والعنایة بها.

ولمّا کانت هذه الحیوانات کبیرة فی السن عادة، فقد کانت تقضی بقیة أیّامها فی کثیر من الحرمان والحاجة حتى تموت میتة محزنة، ولهذا کله وقف الإسلام بوجه هذه العادة!

إضافة إلى ذلک، یستفاد من بعض الرّوایات والتفاسیر أنّهم کانوا یتقرّبون بذلک کلّه، أو بقسم منه إلى أصنامهم، فکانوا فی الواقع ینذرون تلک الحیوانات لتلک الأصنام، ولذلک کان إلغاء هذه العادات تأکیداً لمحاربة کل مخلّفات الشرک.

والعجیب فی الأمر، أنّهم کانوا یأکلون لحوم تلک الحیوانات إذا ما ماتت موتاً طبیعیاً (وکأنّهم یتبرّکون بها) وکان هذا عملا قبیحاً آخر (1).

ثمّ تقول الآیة: (ولکن الذین کفروا یفترون على الله الکذب ) قائلین أنّ هذه قوانین إلهیّة دون أن یفکّروا فی الأمر ویعقلوه، بل کانوا یقلّدون الآخرین فی ذلک تقلیداً أعمى: (وأکثرهم لایعقلون ).

الآیة الثّانیة تشیر إلى منطقهم ودلیلهم على قیامهم بهذه الأعمال: (وإذا قیل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرّسول قالوا حسبنا ما وجدنا علیه آباءنا ).

فی الواقع، کان کفرهم وعبادتهم الأصنام ینبع من نوع آخر من الوثنیة، هو التسلیم الأعمى للعادات الخرافیة التی کان علیها أسلافهم، معتبرین ممارسات أجدادهم لها دلیلا قاطعاً على صحتها، ویردّ القرآن بصراحة على ذلک بقوله: (أو لو کان آباؤهم لا یعلمون شیئاً ولا یهتدون ).

أی لو کان أجدادکم الذین تستندون إلیهم فی العقیدة والعمل من العلماء والمهتدین لکان إتّباعکم لهم إتّباع جاهل لعالم، لکنّکم تعلمون أنّهم، لا یعلمون أکثر منکم ولعلّهم أکثر تخلّفاً منکم، ومن هنا فإنّ تقلیدکم إیّاهم تقلید جاهل لجاهل، وهو مرفوض ومذموم فی میزان العقل.

ترکیز القرآن فی هذه الآیة على کلمة «أکثر» یدل على أنّه کانت فی ذلک المحیط الجاهلی المظلم فئة ـ وإن قلّت ـ على قدر من الفهم بحیث تنظر بعین الإحتقار والإشمئزاز إلى تلک الممارسات.


1. تفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 684.

 

التّفسیر1ـ وثن اسمه «الأسلاف»
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma